الأزهر يستنكر.. والبرلمان يسعى إلى مساءلته

[center][b]الاحتجاجات ضد زيارة المفتي جمعة للقدس تتصاعد
الأزهر يستنكر.. والبرلمان يسعى إلى مساءلته
استمرت ردود الأفعال الغاضبة من مختلف التيارات السياسية والدينية ضد الزيارة المفاجئة التي قام بها مفتي مصر الشيخ علي جمعة الى القدس الاربعاء، فيما طالب شيخ الأزهر احمد الطيب بعقد اجتماع طارئ لمجمع البحوث الاسلامية لمناقشة الزيارة التي تمت من دون علم الأزهر ومخالفة لقرار المجمع بمنع زيارة القدس تحت الاحتلال.
وأكد مستشار شيخ الأزهر لشؤون الحوار محمود عزب أن مؤسسة الأزهر ليس لديها علم بهذه الزيارة، معربا عن استغرابه واستنكاره لقيام مفتي مصر بهذه الزيارة من دون إخبار الأزهر، مشددا على رفضه زيارة القدس تحت الاحتلال.
ورفض حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان الزيارة واعتبرها كارثة.
وقال الأمين العام المساعد للحزب أسامة ياسين في بيان إن الحزب يرفض بشكل قاطع زيارة المفتي، مهما كانت المبررات والأسباب، مؤكدا أنها تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني، الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية، وإن مفتي الديار المصرية عندما ذهب للمسجد الأقصى خالف في ذلك كل الفتاوى الصادرة من علماء المسلمين ومن بينهم الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، لم يكن يمثل نفسه، إنما يمثل أحد المسؤولين في المؤسسة الدينية الرسمية، وبالتالي فإن ما قام به لا يقبل تبريره ولا يمكن تمريره بل يجب مساءلته بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذا الموقف.
ونظم المئات من طلاب جامعة الأزهر، تظاهرة في المدينة الجامعية احتجاجا على الزيارة ورددوا هتافات ضد جمعة، فيما اعتبر عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب: إن زيارة المفتي جاءت لتقسم الأمة إلى نصفين.
وأكد النائب الإسلامي ممدوح إسماعيل أن مفتي الديار المصرية من بقايا نظام مبارك، مشيرا إلى أن البرلمان لن يترك زيارته للقدس تمر مرور الكرام وأنه تقدم بطلب لرئيس المجلس لمناقشة هذه الزيارة وانه سيسعى مع عدد كبير من النواب الى عزل المفتي من منصبه.

زيارة شخصية
وعقب عودته الى مصر قاطعا جولته الخارجية التي كانت ستشمل زيارة الامارات وتركيا، قال المفتي جمعة إنه ما كان يستطيع رفض دعوة ملك الأردن لزيارة القدس بالطريقة الميسرة التي قدمت له، موضحا ان زيارته للقدس كانت شخصية وغير رسمية ولم تمثل دار الافتاء أو الازهر الشريف.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية انه أدى صلاة الظهر في المسجد الأقصى ولم يكن علم إسرائيل مرفوعا فوق المسجد وان الجهات الإسرائيلية لم تختم جواز سفره ولم يكن هناك اي تواجد للإسرائيليين في المسجد الاقصى، مؤكدا أن أهل القدس رحَّبوا بالزيارة وانهم يستغيثون بالمسلمين والمسيحيين في العالم العربي لدعم قضيتهم ماديا ومعنويا.
وحول موقف بعض الجهات الاسلامية والحزبية بمعاقبة مفتي الجمهورية على زيارته، قال جمعة «انها آراء شخصية».
وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا أكد فيه رفضه زيارة المفتي للقدس تحت الاحتلال، لكن البيان أكد ان المجمع استمع الى ملابسات الزيارة، وانها لم تكن شخصية ولم يحصل المفتي خلالها على تأشيرة من الجهات الاسرائيلية، مشددا على ضرورة ألا يتهم أحد غيره بالخيانة، لان دعم القدس واجب شرعي.