أهم
مكتشفات الموسم الجديد بقايا الـــــــــــــــــــــــــــــــــــجدار
الضخم الذي يحيط بالمدينة القديمة البالغ عمرها 3000 عام. من المصدر
صورة :
1 / 6
1
2
3
4
5
6
ما بين طبقات قشرة الأرض إرث كبير يعود إلى حقب زمنية وعصور
غابرة، عاشها الإنسان أثناء رحلاته وتنقلاته بين المناطق بحثاً عن لقمة
العيش والأمان، فقد استوطن في مناطق ورحل من أخرى، مخلّفاً وراءه ذلك الإرث
الذي تسعى البعثات التنقيبية الحالية لاستخراجه ودراسته ولرسم صورة ما عن
تلك العصور.
طرق تقليدية قال الدكتور جاسم الصباح إن «عملية التنقيب عن الآثار تبدأ بالمسح الأثري، الذي يتم من خلاله خروج فريق التنقيب إلى الموقع والسير على الأقدام والبحث عن آثار ملحوظة، منها البقايا الأثرية التي تكون إما على شكل كسر فخارية، والتي تعد دليلاً واضحاً على الفترات الزمنية، أو القطع الحجرية وبقايا القطع المعدنية». لافتاً إلى أن «التنقيب يتم بالطرق والوسائل التقليدية، مع الاستعانة ببعض وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومنها أجهزة القراءات الزمنية والجيوفيزيائية، والتي تتم بواسطة أجهزة الرادارات التي تحدد وتكتشف ما هو مدفون تحت سطح الأرض من آثار يمكن البحث عنها وجمعها». |
ومنطقة تجارة رائجة في الماضي، فقد تمكنت الحملات التنقيبية التابعة لدائرة
الثقافة والإعلام في الشارقة من اكتشاف العديد من الآثار ذات الدلالات
والإشارات المتنوعة، منها ما ارتبط بحقب زمنية، وأخرى مرتبطة بطبيعة الحياة
والمجالات الممارسة في تلك الفترة، ومنها المجالات التجارية والدينية
والعادات والممارسات الحياتية الرائجة.
وتتواصل أعمال التنقيب الأثري تحت إشراف إدارة الآثار في الدائرة،
بالتعاون والتنسيق مع بعثة الآثار المحلية والأجنبية، ليتمكن خبراء الآثار
من اكتشاف الكثير من الكنوز الدفينة في مواقع متنوعة من إمارة الشارقة،
منها ما يوصف بالاكتشاف الأهم عالمياً وليس فقط محلياً، وهو أدوات حجرية
وآلات تؤرخ لـ150 ألف سنة مضت، وهذا التاريخ يتزامن مع النزوح الإفريقي،
ما يدل على أن الأفارقة سلكوا الطريق الجنوبي في نزوحهم، وتحديداً جبل فايا
في المنطقة الوسطى.
وحول أهم المكتشفات قال خبير الآثار في إدارة الآثار التابعة لدائرة
الثقافة والإعلام في الشارقة، الدكتور جاسم الصباح، إن «من أهم اكتشافاتها
لهذا الموسم اكتشاف بقايا الجدار الضخم الذي يحيط بالمدينة القديمة البالغ
عمرها 3000 عام، ويبدو أن الجدار وسلسلة الخنادق المحفورة بامتداده وجد
لغرض توفير الحماية للمدينة التي شهدت نمواً سريعاً في ثروتها وحجمها،
نظراً لاتساع تجارة قوافل الجمال عبر منطقة الصحراء العربية».
وتابع الصباح أن «منطقة المليحة في الشارقة غنية بالآثار التي تؤرخ
للمنطقة ما بين الألف الثالث قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الثالث للميلاد،
ومنها سلسلة من البحيرات الجافة، التي كانت تملأ بالمياه في فترات مختلفة،
تزامناً مع الاستيطان في موقع المليحة، التي حفرها سكان المدينة القدماء
لغرض الحصول على المياه الأرضية العذبة».
وكشف الصباح لـ«الإمارات اليوم» أن «التنقيبات الأخيرة في منطقة المليحة
أظهرت وجود حصون وقلاع ذات أبراج وأسوار ضخمة، والعديد من اللقى الأثرية،
إضافة إلى ذلك تم تسجيل مكتشفات مهمة، منها مئات المدافن تحت الأرض التي
تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي».
صهر النحاس
أظهرت التنقيبات في مواقع متنوعة في منطقة وادي الحلو أن المنطقة كانت
ورشة ضخمة لتعدين وصهر المعادن، وتحديداً النحاس الذي يستخرج من سلسلة
الجبال المجاورة للمنطقة، والعديد من أحجار الطرق وتفتيت الحجر، إضافة إلى
أفران صهر النحاس وعدد كبير من السبائك البرونزية، ومنها سبيكة تزن خمسة
كليوغرامات.
وأكد الصباح أن «أفران صهر النحاس تعود إلى نهاية الألف الرابع قبل
الميلاد، إذ تعد أقدم أفران صهر النحاس المكتشفة في الإمارات، وهذا يدل على
أن الموقع كان منطقة لإيصال النحاس إلى بلاد الرافدين، بعد تعدينه وصهره
وتصديره، فقد ذكر أن أباطرة العراق كانوا يستوردون النحاس من الإمارات
وعمان ويصدرونه».
وتابع أن «منطقة وادي الحلو أظهرت تعاقباً زمنياً، إذ إن الاكتشافات
الأثرية التي وجدت أخيراً تعود إلى العصر الحجري الحديث، ما يعني أن هناك
تسلسلاً زمنياً، إذ إن الآثار المكتشفة هي آلات وأدوات وتشكيلات حجرية
ومدافن ومواقد نيران تدل على الاستخدام اليومي».
وفي موقع مويلح الأثري الكائن خلف الجامعة الأميركية في الشارقة، استمر
موسم تنقيب البعثة الأميركية من جامعة بران مور خلال شهري ديسمبر الماضي
ويناير الجاري، وتمكنت من تحقيق اكتشافات جديدة، إذ نقبت البعثة في بقايا
مستوطن أثري واسع يعود إلى العصر الحديدي أو الألف الأول قبل الميلاد، وبعد
الانتهاء من حملة تنقيب موقع مويلح انتقل الفريق الأثري لإجراء تنقيبات
جديدة في موقع تل ابرق الواقع بين إمارة الشارقة وأم القيوين، الذي يُعد من
أكبر التلال الأثرية في الدولة، ويضم بقايا استيطان حضاري يمتد منذ 2500
قبل الميلاد إلى 300 قبل الميلاد، وأسفر عن ظهور مكتشفات أثرية مهمة، من
أبرزها العثور على قبر من فترة أم النار يؤرخ إلى نحو 2100 قبل الميلاد،
ويضم العديد من اللقى الأثرية المعروضة الآن في خزائن العرض في متحف
الشارقة للآثار.
ويحاول فريق التنقيب التركيز على استيضاح الحجم الكامل للمدينة القديمة،
وقد كشف التنقيب الأخير عن ظهور جدار هائل يبلغ عرضه أربعة أمتار، كان قد
بني حول المستوطن في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، وبالاقتران مع ظهور
سطوح تضم بقايا فعاليات بشرية، فإن نتائج التنقيب قد أضافت الكثير من
المعلومات حول أساليب الحياة في تلك الفترة التي شهدت اندثار العديد من
المستوطنات القديمة.
مغزى ديني
تواصل بعثة التنقيب الاثرية المحلية، برئاسة الدكتور صباح جاسم، عمليات
التنقيب الاثرية في عدد من المواقع الأثرية في المنطقة الوسطى، خصوصاً في
منطقة مليحة، إذ تم الكشف عن عدد من المدافن الاثرية المهمة التي تحتوي على
حجرات للدفن مشيدة تحت الارض، تعلوها مبان صغيرة ذات شرفات مدرجة مبنية من
الطابوق الكلسي، ربما كانت تستعمل مزارات أو لممارسة طقوس دينية معينة
خاصة بالعبادة والدفن.
كما تم اكتشاف عدد كبير من اللقى الأثرية، وتشمل الأواني الفخارية
والأسلحة والتماثيل، التي قد تكون بمثابة دمى، لاسيما الموجودة في قبور
الأطفال، إذ تفسر على أنها ذات مغزى ديني، كذلك تلك التماثيل الموجود في
المدافن، وتمتاز المدافن بأحجامها المختلفة، إذ تضم مجاميع من اللقى
الاثرية المتنوعة، مثل الاسلحة الحديدية كالسيوف والخناجر ورؤوس السهام.ولم
تخل المدافن من الكتابات التذكارية باللغتين العربية الجنوبية والآرامية،
وتشكل هذه المكتشفات اضافة جديدة ومهمة تساعد على فهم هندسة القبور ودراسة
مراحلها التطويرية، كما تؤكد مكانة الموقع الاثري الذي يعد من أكبر وأهم
المواقع الاثرية في الدولة، كمركز تجاري بارز شهد قيام علاقات حضارية
وتجارية بين منطقة الإمارات وشمال وشرق الجزيرة العربية، ومراكز الحضارة
اليونانية في شرق البحر الابيض المتوسط وبلاد وادي الرافدين والهند ومصر
منذ القرن الثالث قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثالث الميلادي.
لقى أثرية
بالانتقال إلى الساحل الشرقي، وتحديداً مدن كلباء وخورفكان ودبا، هناك
الكثير من الاكتشافات الأثرية التي يعود بعضها إلى الفترة الهلنستية، والتي
تعاصر الفترة الرومانية؛ منها بقايا ميناء مهم كانت له صلة تجارية وثيقة
مع أهالي أقاليم الامبراطورية الرومانية والأقطار المجاورة، إذ تم العثور
على لقى أثرية مستوردة من وادي الرافدين وإيران والجزيرة العربية.
وأظهرت المكتشفات أن سكان الموقع «الساحل الشرقي» قاموا باستيراد مادة
«القار» من منطقة «هيت» في العراق، واستخدموا هذه المادة في صنع القوارب
وطلاء الأجزاء الداخلية للأواني الفخارية كمواد عازلة إضافة إلى أغراض
التسقيف، كما أن المستوطن خلّف في تلك المواقع أواني فخارية وقوارير زجاجية
وحلياً للزينة، ولاتزال التنقيبات في تلك المناطق مستمرة، وتحديداً دبا
التي تشهد طفرة عمرانية كبيرة، أسهمت في ضياع بعض الآثار، وحدت من عمليات
التنقيب.
وحول المكتشفات من الحلي قال الصباح إن «منطقة دبا تزخر بالكثير من
الحلي التي تمتاز بوجود قطع العقيق والخرز والحلي المذهبة والفضية منها، إذ
تعود بعضها إلى الفترة الهلنستية، التي تمتاز حليها بالزخرفة وتداخل
البياض في الأحجار الكريمة، إضافة إلى استخدام الذهب والفضة بكثرة في
(الدلايات) من العقيق والخرز».
وأشار الصباح إلى وجود علاقات حضارية وتجارية كانت قائمة بين
الامبراطورية الرومانية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج
العربي، وقد اعتمد في تحليلاته على ما توافر لديه من مكتشفات أثرية عثرت
عليها بعثة التنقيب الأثرية المحلية على مدى السنين القليلة الماضية في
مدينة دبا الحصن، واستدل عليها من خلال وجود اللقى الأثرية المستوردة من
مراكز الحضارة الرومانية في إيطاليا وسورية ومصر والهند ووادي الرافدين بأن
دبا الحصن كانت مركزاً تجارياً، ولعبت دوراً مهماً وبارزاً بحكم موقعها
الجغرافي المطل على خليج عمان، وشهدت استقبال وتجمع السفن التجارية المحملة
بالبضائع التجارية القادمة من مملكة شراكس في جنوب وادي الرافدين من خلال
الخليج العربي وعبر مضيق هرمز، إذ تحط رحالها في دبا الحصن، ثم تبحر شرقاً
وجنوباً باتجاه بحر العرب والمحيط الهندي.
الفخار والزمن
الصباح أكد أن «خبير الآثار يمكنه أن يحدد الفترة الزمنية والحقبة من
خلال الأواني الفخارية والحجرية المكتشفة، إذ إن كل حقبة زمنية يمكن التعرف
إليها بأوانيها الفخارية التي تحدد بالشكل الخارجي والنوع الفخاري أو
الحجري، إضافة إلى الزخرفات، فعلى سبيل المثال في العصر البرونزي كانت
الفخاريات ذات زخارف وطبقات أجمل من العصر الحديدي، ما يعني أنه بتطور
الزمن تقل جودة وجمال الأواني الفخارية، وذلك بسبب قلة استخدام الحجر
والفخار بظهور المواد المعدنية».
ومن أهم الفخاريات المكتشفة، رقبة جرة «سما الأنفورة»، وهي مستوردة من
روما التي تصنع بكثرة هذا النوع من الجرار، والتي تستخدم في نقل وتخزين
الزيوت والخمور، إذ تم اكتشاف الجرة في دبا الحصن الذي كان يعد ميناءً
استراتيجياً مهماً، كما تم اكتشاف فخاريات في الموقع نفسه، توجد بكثرة
وتصنع في بابل في العراق والهند وإيران.
وعلى الساحل الشرقي كذلك واصلت البعثة اليابانية تنقيبها للموسم الثاني
في مدينة دبا الحصن، إذ توجد طبقات أثرية تعود إلى الفترة الإسلامية من
القرن الثالث عشر حتى التاسع عشر للميلاد، ومن المعروف أن هذه البعثة هي
الوحيدة المتخصصة في تنقيب مواقع من الفترة الإسلامية
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ