ان المدن العظيمة تقوم على الحصانة و المياه و المحتطب ، ولا أظن مدينة
السلط إلا إحدى هذه المدن . وحدها السلط التي لم تزحف الى وجهها التجاعيد ،
فلا يزال وجهها مستديراً كالقمر ، و عيناها تنظر الى العالم في كل اتجاه .
إنها المدينة التي تنتجنا و ننتجها ، و تعشقنا و نعشقها ، إنها الكل في
أجزائنا ، و مهما تفرقت هذه الأجزاء فان العودة الى رحمها يجعلنا نلد من
جديد و نعيش من جديد ، و نبعث من جديد. "
ما أن تنطلق باتجاه الشمال
الغربي وعلى بعد 28 كم من العاصمة عمان حتى تطل على مدينة عريقة بتاريخها و
حضارتها، طيبة بأهلها و ترابها....إنها قطعة من ثرى هذا البلد العزيز، هذه
المدينة الرابضة على سفوح سلاسل جبلية تتلون بألوان الربيع الزاهية
بخضرتها و بحمرة تربتها المعطاءة كعقد متلألئ بألوانه الجذابة يطوق عنق
حسناء و يزيده بهاءً و جمالاً.
و تقبل على المدينة فإذا أنت في وادٍ
عميق، تسلقت بيوتها و أشجارها الخضراء سفوح التلال التي سرعان ما يعشقها
الناظر راغباً التعرف على سر ماضٍ عتيق، و حاضر متقدم طالما سعت له الأجيال
و أحبوا سماعه
تقع مدينة السلط ضمن محافظة البلقاء على خط طول "30
´43 °35 و خط عرض "30 ´02 °32 . نمط المناخ العام السائد في المحافظة مناخ
البحر الأبيض المتوسط و خاصة من حيث موعد سقوط الأمطار ، و يسود مناخ معتدل
في المرتفعات التي يتراوح ارتفاعها ما بين 820- 950 متر ، و رياحها غربية و
جنوبية غربية لا يتجاوز معدل سرعتها 21 كم / ساعة ، و تتباين مظاهر السطح
بين المناطق السهلية المنبسطة و الهضاب و التلال معتدلة الانحدار ،و الجبال
و الأودية شديدة الانحدار . أما عدد سكانها فحوالي 71100 نسمه بكثافة
سكانية تبلغ 1479 نسمه/ كم2 ضمن مساحة المدينة البالغة حوالي 48 كم2 و التي
تشكل نسبه تقارب 61% من مساحة بلديه السلط الكبرى .
و السلط من
أكثر مدن الضفة الشرقية أهمية منذ الأزل، و كانت طيلة مئات السنين توصف
بأنها غرة البلقاء و كرسيّها. و لم تكن السلط العاصمة الزراعية فقط، بل
كانت عاصمة دينية و مركزاً لأسقفية مسيحية خلال القرنين الخامس و السادس
الميلاديين.
غلبت تسميه السلط حاليا وكانت تدعى سابقا وحتى عهد قريب
الصلت و أحيانا كانت تدعى السلط . وقد تكون مشتقة من الكلمة اللاتينية
Saltus بمعنى "الوادي المشجر"، أو "الغابة الكثيفة". أو من سلطا السريانية
بمعنى الصخر والحجر القاسي.و السلط هو البارز المستوى والأملس هكذا فان اصل
تسميتها قد يكون تسلطها على ما حولها وبروزها وارتفاعها.
وقد ذكر
في كتب التاريخ ان السلط ذات بساتين وينبع من قلعتها عين كبيره وان الذي
بنى السلط هو البلقاء بن سوريه من بنى عمان بن لوط وفي عام 1812م كانت
السلط هي المكان الوحيد المأهول في مقاطعه البلقاء
السلط ثلاثة
جبال"السلالم، و الجدعة، والقلعة"،تزدحم بالأشجار و الغابات، حيث تتشكل
المدينة عند ملتقى الوديان الثلاثة المشكلة من جبالها على مركز مصغر
للمدينة يضم المرافق الأساسية، كالمسجد الجامع، و قصر الحكم، والمرافق
التجارية، و عيون الماء، و غيرها من المرافق.
و تشكل السلط شاهداً
لا مثيل لهعلى التراث العمراني لمدينة كانت مركزاً للحاكم الإداري (القائم
مقام) قبل مائتي عام. و انتقلت من تجمع فلاحين و مركز جند إلى حاضرة عامرة
مع بداية القرن العشرين. و بدأت تشكل نموذجاً للازدهار العمراني قبل اختيار
عمان عاصمة للإمارة و للمملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد.
و هي
مزدحمة الروائع المعمارية الحجرية، ففي المدينة أكثر من سبعمائة مبنى تراثي
يصل عمر بعضها إلى أكثر من أربعمائة عام، و تراوح عمر بعضها الآخر بين
مائة و ومائتي عام، كما يتميز بعضها بطراز البناء التجاري حيث عرفت السلط
كمركز تجاري لتجار بلاد الشام.
و لعل الجود في البيئة المعمارية
المبنية كان انعكاسا حسيا للكرم و الجود في نفوس أبنائها، مما يتسم به
العرب عامة، فسرعان ما يستقبل أهلها الغرباء بالترحاب و الضيافة، و لك أن
تزور السلط فترى ذلك.
تمّ تأسيس أول مجلس بلدي عام 1887م، و حددت
مهام المجلس البلدي آنذاك في منح رخص البناء، و الاعتناء بتنظيم الشوارع و
إنارتها، و تحصيل الرسوم، و بناء حمامات للرجال و النساء، و فتح طرق جديدة،
و مراقبة الأسعار، و ضرب مدفع رمضان، و معالجة المرضى الفقراء و تخصيص
معونات للمعوزين، و تغريم المعتدين على الطرق و المتعهدين المخالفين، و
ترقيم البيوت و زراعة الأشجار في الشوارع، و مراقبة الخانات، و هي مهام
تكاد تصل إلى مفاهيم رسالة البلديات في الزمن الحاضر.
و مع بداية
رحلة إنشاء الوطن الأردني كانت بلدية السلط صاحبة الريادة في تطوير المدينة
من خلال سعيها الدؤوب من أجل خدمة و راحة المواطنين، حيث قامت البلدية
بتبليط شوارع المدينة عام 1923م، و بدأت بالشارع الرئيسي الممتد من السرايا
حتى المطحنة المقابلة لمدرسة اليرموك بالحجر المزي القاسي.
و في
عام 1923 أيضا،ً ضرب أهل المدينة أروع الأمثال في التعاون الخيّر، تمثّل
ذلك في إنشاء مدرسة السلط الثانوية، قلعة المعرفة الأولى لكل الأردنيين، و
ظلت المدرسة الثانوية الوحيدة التي علمت أبجدية المعرفة، بجهود الجميع ومن
أجل الجميع.
و في عام 1927م، أصاب المدينة زلزال مدمر و هدمت مئات
البيوت، وقدمت البلدية بالتعاون مع السكان المساعدات و التبرعات، و أعيد
بناء ما تهدم في وقت قصير.
و نظراً لزيادة عدد السكان، و التوسع
العمراني، و بسبب طبيعة السلط الجبلية، فقد وسع حوض البلدية أكثر من مرة، و
أضيفت إليه أحواض جديدة، وتوسعت البلدية عبر قرن من الزمن حتى شملت مناطق
أم زيتونه و بطنا و كفر هودا، عام 1993م. و في عام 1997م، تم ضم منطقة
السرو لحدود البلدية حتى أصبحت مساحتها حوالي 48 كم2.
وفي شهر تموز
من عام 2001م، شرعت وزارة الشؤون البلدية و القروية و البيئة في تنفيذ
مشروع اعادة هيكلة واصلاح البلديات حتى أصبحت بلدية السلط الكبرى بحدودها
الحالية، و بمساحة تقارب 80 كم2، و بنسبة 7.4% من مساحة محافظة البلقاء
البالغة 1080 كم2، لتشمل المناطق التالية:
1. السلط
2. زي
3. أم جوزه
4. وادي الحور
5. اليزيدية
6. يرقا
7. عيرا
8. علان
9. الرميمين
و
تتطلع البلدية إلى تنفيذ عدد كبير من المشاريع كإنشاء سوق مركزي ، و شراء
آليات جديدة، و إقامة المتحف التاريخي و مركز الزوار، و إنشاء منطقة صناعية
جديدة،و تطوير مركز التدريب الحرفي ، بالإضافة الى المشاريع الفنية
المتمثلة في التخطيط الشمولي للتنظيم و مشروع أنظمة المعلومات الجغرافية .
السلط إلا إحدى هذه المدن . وحدها السلط التي لم تزحف الى وجهها التجاعيد ،
فلا يزال وجهها مستديراً كالقمر ، و عيناها تنظر الى العالم في كل اتجاه .
إنها المدينة التي تنتجنا و ننتجها ، و تعشقنا و نعشقها ، إنها الكل في
أجزائنا ، و مهما تفرقت هذه الأجزاء فان العودة الى رحمها يجعلنا نلد من
جديد و نعيش من جديد ، و نبعث من جديد. "
ما أن تنطلق باتجاه الشمال
الغربي وعلى بعد 28 كم من العاصمة عمان حتى تطل على مدينة عريقة بتاريخها و
حضارتها، طيبة بأهلها و ترابها....إنها قطعة من ثرى هذا البلد العزيز، هذه
المدينة الرابضة على سفوح سلاسل جبلية تتلون بألوان الربيع الزاهية
بخضرتها و بحمرة تربتها المعطاءة كعقد متلألئ بألوانه الجذابة يطوق عنق
حسناء و يزيده بهاءً و جمالاً.
و تقبل على المدينة فإذا أنت في وادٍ
عميق، تسلقت بيوتها و أشجارها الخضراء سفوح التلال التي سرعان ما يعشقها
الناظر راغباً التعرف على سر ماضٍ عتيق، و حاضر متقدم طالما سعت له الأجيال
و أحبوا سماعه
تقع مدينة السلط ضمن محافظة البلقاء على خط طول "30
´43 °35 و خط عرض "30 ´02 °32 . نمط المناخ العام السائد في المحافظة مناخ
البحر الأبيض المتوسط و خاصة من حيث موعد سقوط الأمطار ، و يسود مناخ معتدل
في المرتفعات التي يتراوح ارتفاعها ما بين 820- 950 متر ، و رياحها غربية و
جنوبية غربية لا يتجاوز معدل سرعتها 21 كم / ساعة ، و تتباين مظاهر السطح
بين المناطق السهلية المنبسطة و الهضاب و التلال معتدلة الانحدار ،و الجبال
و الأودية شديدة الانحدار . أما عدد سكانها فحوالي 71100 نسمه بكثافة
سكانية تبلغ 1479 نسمه/ كم2 ضمن مساحة المدينة البالغة حوالي 48 كم2 و التي
تشكل نسبه تقارب 61% من مساحة بلديه السلط الكبرى .
و السلط من
أكثر مدن الضفة الشرقية أهمية منذ الأزل، و كانت طيلة مئات السنين توصف
بأنها غرة البلقاء و كرسيّها. و لم تكن السلط العاصمة الزراعية فقط، بل
كانت عاصمة دينية و مركزاً لأسقفية مسيحية خلال القرنين الخامس و السادس
الميلاديين.
غلبت تسميه السلط حاليا وكانت تدعى سابقا وحتى عهد قريب
الصلت و أحيانا كانت تدعى السلط . وقد تكون مشتقة من الكلمة اللاتينية
Saltus بمعنى "الوادي المشجر"، أو "الغابة الكثيفة". أو من سلطا السريانية
بمعنى الصخر والحجر القاسي.و السلط هو البارز المستوى والأملس هكذا فان اصل
تسميتها قد يكون تسلطها على ما حولها وبروزها وارتفاعها.
وقد ذكر
في كتب التاريخ ان السلط ذات بساتين وينبع من قلعتها عين كبيره وان الذي
بنى السلط هو البلقاء بن سوريه من بنى عمان بن لوط وفي عام 1812م كانت
السلط هي المكان الوحيد المأهول في مقاطعه البلقاء
السلط ثلاثة
جبال"السلالم، و الجدعة، والقلعة"،تزدحم بالأشجار و الغابات، حيث تتشكل
المدينة عند ملتقى الوديان الثلاثة المشكلة من جبالها على مركز مصغر
للمدينة يضم المرافق الأساسية، كالمسجد الجامع، و قصر الحكم، والمرافق
التجارية، و عيون الماء، و غيرها من المرافق.
و تشكل السلط شاهداً
لا مثيل لهعلى التراث العمراني لمدينة كانت مركزاً للحاكم الإداري (القائم
مقام) قبل مائتي عام. و انتقلت من تجمع فلاحين و مركز جند إلى حاضرة عامرة
مع بداية القرن العشرين. و بدأت تشكل نموذجاً للازدهار العمراني قبل اختيار
عمان عاصمة للإمارة و للمملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد.
و هي
مزدحمة الروائع المعمارية الحجرية، ففي المدينة أكثر من سبعمائة مبنى تراثي
يصل عمر بعضها إلى أكثر من أربعمائة عام، و تراوح عمر بعضها الآخر بين
مائة و ومائتي عام، كما يتميز بعضها بطراز البناء التجاري حيث عرفت السلط
كمركز تجاري لتجار بلاد الشام.
و لعل الجود في البيئة المعمارية
المبنية كان انعكاسا حسيا للكرم و الجود في نفوس أبنائها، مما يتسم به
العرب عامة، فسرعان ما يستقبل أهلها الغرباء بالترحاب و الضيافة، و لك أن
تزور السلط فترى ذلك.
تمّ تأسيس أول مجلس بلدي عام 1887م، و حددت
مهام المجلس البلدي آنذاك في منح رخص البناء، و الاعتناء بتنظيم الشوارع و
إنارتها، و تحصيل الرسوم، و بناء حمامات للرجال و النساء، و فتح طرق جديدة،
و مراقبة الأسعار، و ضرب مدفع رمضان، و معالجة المرضى الفقراء و تخصيص
معونات للمعوزين، و تغريم المعتدين على الطرق و المتعهدين المخالفين، و
ترقيم البيوت و زراعة الأشجار في الشوارع، و مراقبة الخانات، و هي مهام
تكاد تصل إلى مفاهيم رسالة البلديات في الزمن الحاضر.
و مع بداية
رحلة إنشاء الوطن الأردني كانت بلدية السلط صاحبة الريادة في تطوير المدينة
من خلال سعيها الدؤوب من أجل خدمة و راحة المواطنين، حيث قامت البلدية
بتبليط شوارع المدينة عام 1923م، و بدأت بالشارع الرئيسي الممتد من السرايا
حتى المطحنة المقابلة لمدرسة اليرموك بالحجر المزي القاسي.
و في
عام 1923 أيضا،ً ضرب أهل المدينة أروع الأمثال في التعاون الخيّر، تمثّل
ذلك في إنشاء مدرسة السلط الثانوية، قلعة المعرفة الأولى لكل الأردنيين، و
ظلت المدرسة الثانوية الوحيدة التي علمت أبجدية المعرفة، بجهود الجميع ومن
أجل الجميع.
و في عام 1927م، أصاب المدينة زلزال مدمر و هدمت مئات
البيوت، وقدمت البلدية بالتعاون مع السكان المساعدات و التبرعات، و أعيد
بناء ما تهدم في وقت قصير.
و نظراً لزيادة عدد السكان، و التوسع
العمراني، و بسبب طبيعة السلط الجبلية، فقد وسع حوض البلدية أكثر من مرة، و
أضيفت إليه أحواض جديدة، وتوسعت البلدية عبر قرن من الزمن حتى شملت مناطق
أم زيتونه و بطنا و كفر هودا، عام 1993م. و في عام 1997م، تم ضم منطقة
السرو لحدود البلدية حتى أصبحت مساحتها حوالي 48 كم2.
وفي شهر تموز
من عام 2001م، شرعت وزارة الشؤون البلدية و القروية و البيئة في تنفيذ
مشروع اعادة هيكلة واصلاح البلديات حتى أصبحت بلدية السلط الكبرى بحدودها
الحالية، و بمساحة تقارب 80 كم2، و بنسبة 7.4% من مساحة محافظة البلقاء
البالغة 1080 كم2، لتشمل المناطق التالية:
1. السلط
2. زي
3. أم جوزه
4. وادي الحور
5. اليزيدية
6. يرقا
7. عيرا
8. علان
9. الرميمين
و
تتطلع البلدية إلى تنفيذ عدد كبير من المشاريع كإنشاء سوق مركزي ، و شراء
آليات جديدة، و إقامة المتحف التاريخي و مركز الزوار، و إنشاء منطقة صناعية
جديدة،و تطوير مركز التدريب الحرفي ، بالإضافة الى المشاريع الفنية
المتمثلة في التخطيط الشمولي للتنظيم و مشروع أنظمة المعلومات الجغرافية .
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ