|
هل يعتبر حسني مبارك آخر فراعنة مصر، الذين حكموها وفق النموذج التقليدي
لسيد النيل الأعلى والأسفل منذ أيام مينا ورمسيس إلى أيام محمد علي وجمال
عبد الناصر والسادات؟
ربما... فالأمور مرهونة
بما يجري في مصر، وهل هو: ثورة، أم حركة إصلاحية احتجاجية، أم مزيج بين الأمرين؟
الوصف ليس ترفا لغويا، بل حاجة ملحة لبناء تصور يمتلك الحد الأدنى من التماسك لوصف الحالة المصرية التي فجرت اهتمام العالم كله.
الصراع على وصف ما يجري في مصر هو جزء من حالة النزاع بين النظام
والمحتجين. النظام يفضل وصفها بالمطالب الإصلاحية، ويفضل التعامل معها على
هذا الأساس، فهي حركة إصلاحية، حتى وإن كانت صاخبة، لكن يمكن للنظام أن
يتجاوب مع 95% من الإصلاحات، كما قال رئيس الحكومة أحمد شفيق. فلدى النظام
القدرة على استيعاب هذه الإصلاحات دون أن ينفجر أو يسقط. لكن المحتجين
يريدون إسقاط النظام وليس إصلاحه.
هل نحن أمام «ثورة» جذرية، أم أننا أمام «حالة ثورية» لكنها لا تملك
مواصفات ومقومات الثورة الكاملة التي تعني في ما تعني القطع الكامل مع
العهد السابق وإعادة كتابة التاريخ وإيجاد مصدر جديد للشرعية وكتابة دستور
جديد يترجم كل هذه التحولات في ثقافة الأمة وحاجاتها. والأكيد أن الثورة
أيضا تعني إزالة كل رموز وشخصيات بل ومصطلحات وثقافة العهد السابق.
في حركة الضباط الأحرار لم نكن أمام «ثورة» بل كنا أمام حركة احتجاج
وتصحيح. ووصف «ثورة يوليو» أتى لاحقا، وكان الوصف الأول لها هو «الحركة
المباركة» كما كان يصفها العميد، طه حسين. لكن ومع ذلك، فقد كان هناك ملامح
ثورية في حركة الضباط، حيث مارس الضباط حالة من «الثورة الثقافية» على
غرار ثورة ماو الصينية، وقاموا بكنس تاريخي للعهد الملكي «البائد»، وانصبغت
اللحظة المصرية كلها بهذه الحركة وتم إلغاء دستور 1923 وكتابة دستور جديد.
بالنسبة لمن هم في ميدان التحرير، فإن الأمر صار ثورة لا مجرد غضب إصلاحي،
وتنامت المطالب والآمال تبعا لتطور الأحداث وأعاد الشباب تعريف أنفسهم
والتعرف على قدراتهم. خطب وائل غنيم، مسوق «غوغل» في الشرق الأوسط، وأحد
رموز شباب ميدان التحرير، في الجموع بعد خروجه من سجن أمضى فيه بضعة أيام،
وقال إنه كان يعتقد أنها ثورة «فيس بوك»، لكن بعدما رأى الجموع في الميدان
قرر تغيير الوصف إلى «ثورة الشعب».
إن نجحت حركة المحتجين في ميدان التحرير محتفظة بثقافة «مدنية» علمانية
وطنية، فإن ما يجري في مصر سيكون أهم حدث في الشرق بعد غزوة نابليون.
سنكون أمام عهد جديد بالفعل، ولكن إن تشتت الشباب، وفترت الحماسة، وانحازوا
إلى طرف آيديولوجي قديم من المعارضة («الإخوان» أو الناصريين أو عتاة
اليسار)، فسندخل في فترة فوضى وتجريب ثوري ضار في المنطقة.
في كل حال، الأكيد أننا «نكاد» نشهد نهاية آخر الفراعنة في مصر الذين طالما افتخر المصريون بأنهم سلالة حضارتهم؟
لكن، كيف سيكون الحال بعد ذلك، وهل هو بالضرورة حكم مدني دستوري ديمقراطي.. لا ندري، ونتمنى أن يكون كذلك.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ