الثورة تهزّ حصون القذافي... أمنيا وقبليا وسياسيا وديبلوماسيا
الرأي الكويتية
استقالة وزير العدل احتجاجا على «الاستعمال المفرط للقوة»... والغرب يدين القمع الوحشي ويهدد باجراءات
عواصم
مع دخول ثورة الشعب الليبي يومها
السادس وسقوط مئات القتلى والجرحى، برصاص الشرطة والمرتزقة الأفارقة، الذين
استنجد بهم النظام، حسب ما يقول المحتجون، ظهر تبدل واضح في المشهد، وبدأت
كفة الميزان تميل لمصلحة المتظاهرين، بعد ما أخذت الحصون التي احتمى بها
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تتهاوى الواحد تلو الآخر، سواء على
المستوى الأمني أو القبلي أو حتى الديبلوماسي.
فعلى الصعيد الأمني، يبدو ان ما اعتبر افراطا في استخدام القوة والعنف غير
المبرر في التعامل مع المتظاهرين والمجازر التي ارتكبت بحقهم، جاء بعكس
النتائج التي أرادها النظام، اذ ان الكثير من قوات الشرطة والجيش أعلنوا
منذ الأيام الأولى للثورة التي تفجرت يوم 16 فبراير الجاري انضمامهم
للثورة، ورفضوا اطلاق النار، الأمر الذي دفع القذافي للاستعانة بالمزيد من
المرتزقة الأفارقة، حسب ما ذكر شهود لقناة «لجزيرة نت».
وفي طرابلس، نهب متظاهرون مساء الاحد مبنى تلفزيون واذاعة حكوميين، حيث
احرقت ايضا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، كما افاد شهود «فرانس برس»
عبر الهاتف.
وقال احد الشهود، طالبا عدم كشف اسمه، ان «مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية واذاعة الشبابية تم نهبه».
وقال احد سكان طرابلس في اتصال مع «فرانس برس» ان «قاعة الشعب» المبنى
الواقع في وسط العاصمة والذي تجري فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية
تم احراقه.
كما تمت السيطرة على قاعدة معتيقة الجوية في طرابلس، وانضمت القوات الجوية والبرية للمتظاهرين، حسب ما أفاد المحتجون.
وذكرت قناة «الجزيرة» نقلا عن مصادر طبية ان 61 شخصا قتلوا في طرابلس فجر امس، بعد الخطاب الذي أدلى به سيف الاسلام القذافي.
وقال مصدر ليبي معارض ان عدداً كبيراً من ضباط الأمن والجيش انضموا
للمتظاهرين المطالبين بالتغيير، واعلن ان نظام القذافي يمر بساعاته
الأخيرة.
وأبلغ عبد المنعم الشريف، العضو البارز في جماعة «الأخوان المسلمين» في
ليبيا المقيم في سويسرا، «يونايتد برس انترناشونال» في اتصال هاتفي، امس،
«ان العميد المهدي العرفي من جماعة الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة
الفاتح من سبتمبر انحاز الى المتظاهرين وشارك مع مجموعة من قواته في صدامات
وقعت صباح اليوم (امس) قرب قصر الرئاسة في باب العزيزية في طرابلس ضد أمن
الرئاسة وجيش المرتزقة واللجان الشعبية».
واكد الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان، ان مدنا عدة، بينها بنغازي (شرق)، سقطت بايدي المتظاهرين، اثر عمليات فرار من الجيش.
وقالت رئيسة الاتحاد سهير بلحسن لـ «فرانس برس»، امس، «ان مدنا كثيرة سقطت
خصوصا في الساحل الشرقي. وانضم عسكريون» الى الانتفاضة على القذافي، وذكرت
خصوصا بنغازي معقل المعارضة، وسرت.
واضافت ان اعمال العنف اثناء التظاهرات المطالبة برحيل الزعيم الليبي اسفرت عن سقوط «ما بين 300 و400 قتيل، والاكثر ترجيحا نحو 400».
واشارت منظمة «هيومان رايتس ووتش» من جهتها، الى 233 قتيلا.
وتأتي معلومات الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان، ومقره في باريس، في شكل
خاص من رابطات ليبية لحقوق الانسان. وتفيد هذه المعلومات بان معسكر باب
العزيزية حيث يقيم الزعيم الليبي في ضواحي طرابلس، تعرض ايضا لهجوم ليل
الاحد - الاثنين.
لكن شهودا في سرت، نفوا سقوط المدينة بايدي المناوئين للنظام. واكد شهود اتصلت بهم «فرانس برس»، ان الوضع في سرت «هادئ».
وسرت الواقعة في وسط ليبيا هي مسقط رأس القذافي ومعقل قبيلته.
الى ذلك، اخلت الشرطة ظهر الاحد مدينة الزاوية (غرب طرابلس) التي غرقت منذ
ذلك الحين في حالة من الفوضى، كما قال عدد من التونسيين الذين وصلوا صباح
امس، من هذه المدينة الى بنقردان التونسية القريبة من الحدود بين البلدين.
كما اخلى رجال الجمارك والشرطة الليبيون لبضع ساعات نقطة العبور الرئيسية على الحدود بين ليبيا وتونس في رأس جدير.
وذكرت صحيفة «قورينا» على موقعها على الانترنت، امس، ان احتجاجات مناهضة
للحكومة اندلعت في بلدة رأس لانوف، حيث توجد مصفاة للنفط ومجمع
بتروكيماويات.
أما الحصن الثاني، الذي بدأ يتهاوى من حول القذافي والذي جعله رهان الرمق
الأخير، فهو حصن القبائل. فالأيام المتلاحقة للثورة، حملت للقذافي مفاجئة
غير سارة، اذ اعلنت رفلة، أكبر القبائل الليبية، انضمامها للثورة.
كذلك أعلنت قبيلة ترهونة -التي ينتسب اليها معظم جنود الجيش- تبرؤها من
النظام، وترفض الانسياق الى ما سمتها الفتنة التي دعا اليها سيف الاسلام،
وأعد لها بتسليح العديدين.
ولم تتردد قبائل الطوارق في الجنوب في اعلان تأييدها للمطالبين باسقاط نظام القذافي، مستذكرة المظالم التي ألحقها بها وبالبلاد.
أما قبيلة الزوي، التي تشكل وزنا لا يستهان به وسط القبائل، فأمهلت القذافي
24 ساعة بدأت الليلة قبل الماضية لوقف المجازر، مهددة اياه بتعطيل تدفق
النفط الى الدول الغربية، وبعد ذلك «لكل حادث حديث»، على حد قول الشيخ فرج
الله الزوي، أحد مشايخ القبيلة لـ «الجزيرة».
ويبدو ان ما رشح عن المجازر التي تركب، دفع السياسيين والديبلوماسيين الى
اعلان براءتهم من النظام القمعي. فقد قدم وزير العدل مصطفى عبدالجليل
استقالته من منصبه «احتجاجا على الاوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط» ضد
المتظاهرين، حسب ما نقلت عنه صحيفة «قورينا» على موقعها على الانترنت.
وكتبت ان عبدالجليل قدم استقالته في اتصال معها «احتجاجا على الاوضاع
الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المحتجين العزل من قبل قوات الكتائب
الامنية». وقال محمد بعيو، الذي كان حتى شهر مضى كبير الناطقين باسم
الحكومة، ان من الخطأ ان تهدد القيادة بمزيد من العنف ضد المحتجين وان
عليها ان تبدأ حوارا مع المعارضين في مؤشر الى وجود خلاف داخل الصفوة
الحاكمة.
وتابع ان على القيادة ان تدعو الى اجتماع للمجتمع المدني يضع أول دستور للبلاد.
وكان سيف الاسلام القذافي، حذر ليل الاحد، من ان ليبيا امام خيارين ما بين
اندلاع حرب اهلية والتقسيم او بدء حوار وطني لقيام «ليبيا جديدة».
وقال في كلمة تلفزيونية، «نحن الان امام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من اجل
ليبيا وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل اصلاح غير عادي في ليبيا من دون
تدمير بلادنا والا سندخل في دوامة من العنف».
واضاف: «قبل ان نحكم ونحتكم للسلاح، وقبل ان ندخل في حرب اهلية مثلما
يريدون لليبيا الان، وقبل ان يضطر كل ليبي الى حمل السلاح للدفاع عن نفسه،
غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية».
واعلن عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي العام (البرلمان) قريبا لاجراء اصلاحات داعيا الى «نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا».
وتابع «لا بد ان يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود» داعيا
الى «التحول من جماهيرية اولى الى جماهيرية ثانية، الانتقال الى ليبيا
جديدة، ليبيا الغد» عارضا «علما جديدا ونشيدا جديدا».
وقال «والا استعدوا لتقسيم ليبيا والدخول في حرب اهلية وفوضى، واستعدوا
ايضا للاستعمار» محذرا من ان «اساطيل اميركية واوروبية ستحتلكم لانهم لن
يسمحوا بامارات اسلامية ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا».
واضاف: «نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا».
واقر بان الجيش ارتكب «خطأ... وللاسف حصل ان مواطنين ليبيين ماتوا» مبررا
ذلك بان «الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب».
واعلن سقوط 84 قتيلا نتيجة اعمال العنف، متهما وسائل الاعلام الاجنبية بـ «تضخيم» هذه الحصيلة.
واعلن ان ما يجري في ليبيا «مؤامرة». وقال «هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل
ليبيا الى مجموعة امارات ودويلات» متهما «مجموعة خونة يعيشون في الخارج»
بالوقوف خلف الاضطرابات.
ووصف الوضع الحالي بانه «فتنة وحركة انفصالية وتهديد للوحدة الوطنية في ليبيا كامة وكدولة».
وقال «الان في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي
البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من
المخازن».
واضاف «هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك
مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت امارة اسلامية في
البيضاء». واكد «معنوياتنا مرتفعة وسنقاتل حتى اخر امرأة واخر طفل» متوعدا
«سنقضي على الفتنة».
وردد سيف الاسلام مرارا «ليبيا ليست تونس وليست مصر». وقال «معمر القذافي
ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، انه زعيم شعب» مؤكدا انه موجود
في طرابلس.
وكان رئيس الوزراء البغدادي المحمودي اعلن الاحد خلال اجتماع مع سفراء دول
الاتحاد الاوروبي ان من حق ليبيا اتخاذ «كل الاجراءات» من اجل «الحفاظ على
وحدتها واستقرار شعبها وحماية مقدراتها».
دوليا، دانت الولايات المتحدة الحملة العنيفة التي تشنها ليبيا على
المحتجين، مستشهدة بتقارير وصفتها بانها ذات مصداقية عن سقوط مئات القتلى
والجرحى وهددت باتخاذ «كل الاجراءات الملائمة».
واعلنت وزارة الخارجية الاحد، انها قدمت اعتراضات شديدة اللهجة لحكومة القذافي في شان «استخدام القوة القاتلة مع متظاهرين مسالمين».
وقال مسؤول في واشنطن: «نحلل كلمة سيف الاسلام القذافي لنرى ما تنطوي عليه
من احتمالات لاصلاح جاد». وأشارت ادارة الرئيس باراك أوباما الى ان الحكومة
الليبية قد تواجه عواقب اذا لم تلتفت للتحذيرات لكبح جماح قواتها الامنية
واحترام حق المواطنين في الاحتجاج.
وفي حين ندد المسؤولون بالحملة التي تشنها ليبيا على المتظاهرين، فان المسؤولين أحجموا عن الدعوة الى تغيير الحكومة في طرابلس.
ودانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل «بأشد درجة» التصدي الوحشي ضد المتظاهرين.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان الاتحاد الأوروبي يجب ألا «يتدخل» في الشان الليبي.
ودان الاتحاد الأوروبي قمع المتظاهرين في بيان مشترك لوزراء الخارجية.
في هذه الأثناء، حذرت دول غربية رعاياها من السفر الى ليبيا بعد التصعيد
الأمني الخطير. واعلنت شركات بريتش بتروليوم (بي بي) والمجموعة النفطية
النروجية «ستيت اويل» وايني الايطالية، وشركة السكك الحديد الروسية «ار زد
دي» انها بدأت باجلاء موظفيها من
الرأي الكويتية
استقالة وزير العدل احتجاجا على «الاستعمال المفرط للقوة»... والغرب يدين القمع الوحشي ويهدد باجراءات
عواصم
مع دخول ثورة الشعب الليبي يومها
السادس وسقوط مئات القتلى والجرحى، برصاص الشرطة والمرتزقة الأفارقة، الذين
استنجد بهم النظام، حسب ما يقول المحتجون، ظهر تبدل واضح في المشهد، وبدأت
كفة الميزان تميل لمصلحة المتظاهرين، بعد ما أخذت الحصون التي احتمى بها
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تتهاوى الواحد تلو الآخر، سواء على
المستوى الأمني أو القبلي أو حتى الديبلوماسي.
فعلى الصعيد الأمني، يبدو ان ما اعتبر افراطا في استخدام القوة والعنف غير
المبرر في التعامل مع المتظاهرين والمجازر التي ارتكبت بحقهم، جاء بعكس
النتائج التي أرادها النظام، اذ ان الكثير من قوات الشرطة والجيش أعلنوا
منذ الأيام الأولى للثورة التي تفجرت يوم 16 فبراير الجاري انضمامهم
للثورة، ورفضوا اطلاق النار، الأمر الذي دفع القذافي للاستعانة بالمزيد من
المرتزقة الأفارقة، حسب ما ذكر شهود لقناة «لجزيرة نت».
وفي طرابلس، نهب متظاهرون مساء الاحد مبنى تلفزيون واذاعة حكوميين، حيث
احرقت ايضا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، كما افاد شهود «فرانس برس»
عبر الهاتف.
وقال احد الشهود، طالبا عدم كشف اسمه، ان «مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية واذاعة الشبابية تم نهبه».
وقال احد سكان طرابلس في اتصال مع «فرانس برس» ان «قاعة الشعب» المبنى
الواقع في وسط العاصمة والذي تجري فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية
تم احراقه.
كما تمت السيطرة على قاعدة معتيقة الجوية في طرابلس، وانضمت القوات الجوية والبرية للمتظاهرين، حسب ما أفاد المحتجون.
وذكرت قناة «الجزيرة» نقلا عن مصادر طبية ان 61 شخصا قتلوا في طرابلس فجر امس، بعد الخطاب الذي أدلى به سيف الاسلام القذافي.
وقال مصدر ليبي معارض ان عدداً كبيراً من ضباط الأمن والجيش انضموا
للمتظاهرين المطالبين بالتغيير، واعلن ان نظام القذافي يمر بساعاته
الأخيرة.
وأبلغ عبد المنعم الشريف، العضو البارز في جماعة «الأخوان المسلمين» في
ليبيا المقيم في سويسرا، «يونايتد برس انترناشونال» في اتصال هاتفي، امس،
«ان العميد المهدي العرفي من جماعة الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة
الفاتح من سبتمبر انحاز الى المتظاهرين وشارك مع مجموعة من قواته في صدامات
وقعت صباح اليوم (امس) قرب قصر الرئاسة في باب العزيزية في طرابلس ضد أمن
الرئاسة وجيش المرتزقة واللجان الشعبية».
واكد الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان، ان مدنا عدة، بينها بنغازي (شرق)، سقطت بايدي المتظاهرين، اثر عمليات فرار من الجيش.
وقالت رئيسة الاتحاد سهير بلحسن لـ «فرانس برس»، امس، «ان مدنا كثيرة سقطت
خصوصا في الساحل الشرقي. وانضم عسكريون» الى الانتفاضة على القذافي، وذكرت
خصوصا بنغازي معقل المعارضة، وسرت.
واضافت ان اعمال العنف اثناء التظاهرات المطالبة برحيل الزعيم الليبي اسفرت عن سقوط «ما بين 300 و400 قتيل، والاكثر ترجيحا نحو 400».
واشارت منظمة «هيومان رايتس ووتش» من جهتها، الى 233 قتيلا.
وتأتي معلومات الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان، ومقره في باريس، في شكل
خاص من رابطات ليبية لحقوق الانسان. وتفيد هذه المعلومات بان معسكر باب
العزيزية حيث يقيم الزعيم الليبي في ضواحي طرابلس، تعرض ايضا لهجوم ليل
الاحد - الاثنين.
لكن شهودا في سرت، نفوا سقوط المدينة بايدي المناوئين للنظام. واكد شهود اتصلت بهم «فرانس برس»، ان الوضع في سرت «هادئ».
وسرت الواقعة في وسط ليبيا هي مسقط رأس القذافي ومعقل قبيلته.
الى ذلك، اخلت الشرطة ظهر الاحد مدينة الزاوية (غرب طرابلس) التي غرقت منذ
ذلك الحين في حالة من الفوضى، كما قال عدد من التونسيين الذين وصلوا صباح
امس، من هذه المدينة الى بنقردان التونسية القريبة من الحدود بين البلدين.
كما اخلى رجال الجمارك والشرطة الليبيون لبضع ساعات نقطة العبور الرئيسية على الحدود بين ليبيا وتونس في رأس جدير.
وذكرت صحيفة «قورينا» على موقعها على الانترنت، امس، ان احتجاجات مناهضة
للحكومة اندلعت في بلدة رأس لانوف، حيث توجد مصفاة للنفط ومجمع
بتروكيماويات.
أما الحصن الثاني، الذي بدأ يتهاوى من حول القذافي والذي جعله رهان الرمق
الأخير، فهو حصن القبائل. فالأيام المتلاحقة للثورة، حملت للقذافي مفاجئة
غير سارة، اذ اعلنت رفلة، أكبر القبائل الليبية، انضمامها للثورة.
كذلك أعلنت قبيلة ترهونة -التي ينتسب اليها معظم جنود الجيش- تبرؤها من
النظام، وترفض الانسياق الى ما سمتها الفتنة التي دعا اليها سيف الاسلام،
وأعد لها بتسليح العديدين.
ولم تتردد قبائل الطوارق في الجنوب في اعلان تأييدها للمطالبين باسقاط نظام القذافي، مستذكرة المظالم التي ألحقها بها وبالبلاد.
أما قبيلة الزوي، التي تشكل وزنا لا يستهان به وسط القبائل، فأمهلت القذافي
24 ساعة بدأت الليلة قبل الماضية لوقف المجازر، مهددة اياه بتعطيل تدفق
النفط الى الدول الغربية، وبعد ذلك «لكل حادث حديث»، على حد قول الشيخ فرج
الله الزوي، أحد مشايخ القبيلة لـ «الجزيرة».
ويبدو ان ما رشح عن المجازر التي تركب، دفع السياسيين والديبلوماسيين الى
اعلان براءتهم من النظام القمعي. فقد قدم وزير العدل مصطفى عبدالجليل
استقالته من منصبه «احتجاجا على الاوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط» ضد
المتظاهرين، حسب ما نقلت عنه صحيفة «قورينا» على موقعها على الانترنت.
وكتبت ان عبدالجليل قدم استقالته في اتصال معها «احتجاجا على الاوضاع
الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المحتجين العزل من قبل قوات الكتائب
الامنية». وقال محمد بعيو، الذي كان حتى شهر مضى كبير الناطقين باسم
الحكومة، ان من الخطأ ان تهدد القيادة بمزيد من العنف ضد المحتجين وان
عليها ان تبدأ حوارا مع المعارضين في مؤشر الى وجود خلاف داخل الصفوة
الحاكمة.
وتابع ان على القيادة ان تدعو الى اجتماع للمجتمع المدني يضع أول دستور للبلاد.
وكان سيف الاسلام القذافي، حذر ليل الاحد، من ان ليبيا امام خيارين ما بين
اندلاع حرب اهلية والتقسيم او بدء حوار وطني لقيام «ليبيا جديدة».
وقال في كلمة تلفزيونية، «نحن الان امام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من اجل
ليبيا وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل اصلاح غير عادي في ليبيا من دون
تدمير بلادنا والا سندخل في دوامة من العنف».
واضاف: «قبل ان نحكم ونحتكم للسلاح، وقبل ان ندخل في حرب اهلية مثلما
يريدون لليبيا الان، وقبل ان يضطر كل ليبي الى حمل السلاح للدفاع عن نفسه،
غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية».
واعلن عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي العام (البرلمان) قريبا لاجراء اصلاحات داعيا الى «نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا».
وتابع «لا بد ان يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود» داعيا
الى «التحول من جماهيرية اولى الى جماهيرية ثانية، الانتقال الى ليبيا
جديدة، ليبيا الغد» عارضا «علما جديدا ونشيدا جديدا».
وقال «والا استعدوا لتقسيم ليبيا والدخول في حرب اهلية وفوضى، واستعدوا
ايضا للاستعمار» محذرا من ان «اساطيل اميركية واوروبية ستحتلكم لانهم لن
يسمحوا بامارات اسلامية ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا».
واضاف: «نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا».
واقر بان الجيش ارتكب «خطأ... وللاسف حصل ان مواطنين ليبيين ماتوا» مبررا
ذلك بان «الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب».
واعلن سقوط 84 قتيلا نتيجة اعمال العنف، متهما وسائل الاعلام الاجنبية بـ «تضخيم» هذه الحصيلة.
واعلن ان ما يجري في ليبيا «مؤامرة». وقال «هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل
ليبيا الى مجموعة امارات ودويلات» متهما «مجموعة خونة يعيشون في الخارج»
بالوقوف خلف الاضطرابات.
ووصف الوضع الحالي بانه «فتنة وحركة انفصالية وتهديد للوحدة الوطنية في ليبيا كامة وكدولة».
وقال «الان في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي
البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من
المخازن».
واضاف «هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك
مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت امارة اسلامية في
البيضاء». واكد «معنوياتنا مرتفعة وسنقاتل حتى اخر امرأة واخر طفل» متوعدا
«سنقضي على الفتنة».
وردد سيف الاسلام مرارا «ليبيا ليست تونس وليست مصر». وقال «معمر القذافي
ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، انه زعيم شعب» مؤكدا انه موجود
في طرابلس.
وكان رئيس الوزراء البغدادي المحمودي اعلن الاحد خلال اجتماع مع سفراء دول
الاتحاد الاوروبي ان من حق ليبيا اتخاذ «كل الاجراءات» من اجل «الحفاظ على
وحدتها واستقرار شعبها وحماية مقدراتها».
دوليا، دانت الولايات المتحدة الحملة العنيفة التي تشنها ليبيا على
المحتجين، مستشهدة بتقارير وصفتها بانها ذات مصداقية عن سقوط مئات القتلى
والجرحى وهددت باتخاذ «كل الاجراءات الملائمة».
واعلنت وزارة الخارجية الاحد، انها قدمت اعتراضات شديدة اللهجة لحكومة القذافي في شان «استخدام القوة القاتلة مع متظاهرين مسالمين».
وقال مسؤول في واشنطن: «نحلل كلمة سيف الاسلام القذافي لنرى ما تنطوي عليه
من احتمالات لاصلاح جاد». وأشارت ادارة الرئيس باراك أوباما الى ان الحكومة
الليبية قد تواجه عواقب اذا لم تلتفت للتحذيرات لكبح جماح قواتها الامنية
واحترام حق المواطنين في الاحتجاج.
وفي حين ندد المسؤولون بالحملة التي تشنها ليبيا على المتظاهرين، فان المسؤولين أحجموا عن الدعوة الى تغيير الحكومة في طرابلس.
ودانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل «بأشد درجة» التصدي الوحشي ضد المتظاهرين.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان الاتحاد الأوروبي يجب ألا «يتدخل» في الشان الليبي.
ودان الاتحاد الأوروبي قمع المتظاهرين في بيان مشترك لوزراء الخارجية.
في هذه الأثناء، حذرت دول غربية رعاياها من السفر الى ليبيا بعد التصعيد
الأمني الخطير. واعلنت شركات بريتش بتروليوم (بي بي) والمجموعة النفطية
النروجية «ستيت اويل» وايني الايطالية، وشركة السكك الحديد الروسية «ار زد
دي» انها بدأت باجلاء موظفيها من
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ