رغم
أن سمة ثورات الشعوب العربية على حكامها، أنها جاءت من رحم الاستبداد والقمع
والفقر، ولم يفجرها طيف سياسي أو ديني ما، إلا أن الفتاوى الدينية كانت حاضرة ـ
أيضاً ـ وبقوة، وكان لها تأثيرها في مجريات الأحداث، ففي ليبيا أحدثت فتوى الشيخ
يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي أجاز فيها اغتيال
العقيد القذافي - نقله نوعيه في
عملية الصراع الدائرة بين المتظاهرين والنظام الليبي الحاكم، كما غيرت من موقف بعض
قيادات الجيش الليبي من قمع المظاهرين، بل وانضمام بعض الضباط إلى
المتظاهرين.
وأفتى الشيخ القرضاوي لدى تعليقه عما يحصل في ليبيا للجيش
الليبي بجواز اغتيال القذافي دفعا، للأذى الذي يصيب به الشعب الليبي . وقال
القرضاوي "وأنا هنا أفتي .. من يستطيع من الجيش الليبي ان يطلق رصاصة على القذافي
ان يقتله ويريح الناس من شرّه".
واهاب القرضاوي بالجيش والعسكريين الليبيين عدم اطاعة اوامر القذافي بقتل
المدنيين "لانها معصية"، ودعا الشعب الليبي الى ان "يثبت ويصبر في وجه الظلم" .
وبالتزامن مع فتوى القرضاوي أصدر ائتلاف من رجال الدين
الليبيين فتوى أخرى مفادها أن خروج كل المسلمين في ليبيا على القيادة فرض عين.
وأضافوا في بيان أن السلطات الليبية تتمتع بالإفلات من العقاب وتواصل بل وتشدد
جرائمها الدموية ضد الإنسانية، مشيرة إلى أنها بذلك خرجت تماما عن سبيل الله والنبي
محمد صلى الله عليه وسلم. وقال البيان، إن هذا يجعل هذه السلطات غير جديرة بالطاعة
أو المساندة ويجعل من الخروج عليها بكل وسيلة ممكنة فرض عين .
المطالبة بحكم الشريعة
أما
في الأردن، فقد أثارت فتوى لحزب «جبهة العمل الاسلامي» الاردني مخاوف الاوساط
السياسية من استيلاء الحركة الاسلامية على الانجازات المتوقعة للتحركات الشعبية
التي تشهدها المملكة.
وأكد علماء حزب الجبهة أن التظاهرات التي تنكر المنكرات
«مشروعة». ولفتوا في فتوى تضمنها بيان صادر عن اللجنة المركزية لعلماء الشريعة
الإسلامية في الحزب، الى أن «التظاهر المطالب للأنظمة العربية بنصرة الأقصى والدفاع
عنه وتحريره من اليهود الغاصبين، أمر واجب، وكذلك التظاهر ضد التطبيع ومحاربة صور
الفساد في المجتمع».
واكد البيان أن «خروج التظاهرات الشعبية المطالبة
بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على الناس وعلى اللصوص والمجرمين أمر مشروع».
وافاد بان «خروج المظاهرات المطالبة بفك الحصار الظالم عن المسلمين في غزة
جهاد عظيم يؤجرون عليه». وأورد البيان نصوصا من القرآن الكريم والسنة النبوية
الشريفة، توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحذر من ترك هذا الواجب بمعاقبة
تاركيه عقوبات زاجرة عامة، كما تحدد مراتب «الإنكار» بالتغيير وصوره. وترى بعض
الاوساط السياسية في هذه الفتوى المفاجئة «محاولة للالتفاف على الحراك الشعبي
وتجييره لصالح برنامج الحركة الاسلامية» .
مد صفوي شيعي
أما عن أحداث البحرين فالأمر بات مختلفاً بشأنها، ففي حين
رأي رجال دين سعوديين بزعامة رجل الدين المثير للجدل يوسف الأحمد أن المتغيرات التي
شهدتها تونس ومصر هي سقوط لرموز الظلم والطغيان، إلا أنه كان لهم رأي مختلف حول
المظاهرات في البحرين، فقد أكد رجال الدين ـ في بيان لهم نشر عبر "شبكة الدفاع عن
السنة" على الإنترنت ـ على أن ما يحدث في البحرين هو نتاج لمخططات المد "الصفوي"
المنتسب تسميته إلى الصفويين الذين حكموا بلاد فارس وهي إيران حاليا ، في الفترة من
1500 حتى أواخر العام 1700، الذين يعتبرون من المتشددين في المذهب
الشيعي.
واستطرد المعترضون في وصف وتحليل لأحداث مملكة البحرين بأن المظاهرات والمطالبات
الشعبية تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق، معتبرين أن هدفها هو "تنفيذ مخططات مشبوهة
وأجندات ظاهرة، تمثل طليعةً لمدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي
وتكوين هلال فارسي" .
مصر دولة إسلامية
ظهور شخصيات محسوبة على تيارات إسلامية لها مواقفه الخاصة،
للاحتفال مع الثوار المصريين، أثار حفيظة بعض الدول الغربية، أهمها بالتأكيد
إسرائيل، فقد أثارت خطبة الجمعة
(جمعة النصر) التي ألقاها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين في ميدان التحرير بالقاهرة أمام حوالي 3 ملايين شخص، مخاوف غربية مما تزعم
أنها محاولات "أسلمة" الثورة المصرية، على اعتبار أن القرضاوي ينظر إليه باعتباره
أحد الأصوات الدينية القوية والمؤثرة داخل مصر، كما أنه يعتبر الهجمات الفلسطينية
ضد إسرائيل وكذلك الهجمات ضد أمريكا في العراق مقاومة ضد المحتل، وهو ما يرفضه
الغرب بوجه عام ويصنف من يتبنى هذا الموقف في خانة
"التطرف".
كما عبرت شخصيات مصرية عن انتقادها لظهور القرضاوي في ميدان
التحرير وزعمت أن "تجار الانتفاضة" يسعون لسرقة الثورة من المصريين، على حد
تعبيرهم، فيما رأى آخرون أن هذه المخاوف لا تستند إلى منطق ولا مبرر لها• وألقى
الشيخ القرضاوي خطبته الأولى في ميدان التحرير منذ حوالي 40 عاما قبل تركه مصر
وإقامته في قطر، إثر تعرضه للتنكيل من جانب السلطات على خلفية انتمائه في السابق
لجماعة الإخوان المسلمين .
الشيخ القرضاوي حذر خلال خطبة الجمعة أمام المتظاهرين، شباب
الثورة من سرقة ثورتهم، ودعا القرضاوي الحكومات العربية إلى الحوار مع شعوبها، كما
طالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة بشكل دائم أمام
الفلسطينيين . وكان لافتاً الحضور الكبير للإسلاميين في «جمعة النصر»، إذ بدت كتل
«الإخوان المسلمين» و«السلفيين» و«الجماعة الإسلامية» واضحة، إلا أن منظمي
المظاهرات أوقفوا هتافات إسلامية بعد صلاة الجمعة وذكّروا مطلقيها باتفاق ضمني على
أن تكون الهتافات «عامة» وتتعلق بإصلاح البلاد وليس للتعبير عن فئة من المعارضين
لنظام مبارك .
في إسرائيل بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى إبداء
مخاوفها من تحول مصر إلى دولة إسلامية متشددة منذ نجاح الثورة، ولكن هذه المخاوف
تزايدت بشكل هيستيرى يسوده القلق والترقب الحذر، منذ إلقاء الشيخ القرضاوى، خطبة
الجمعة، بميدان التحرير، احتفالاً بنجاح
الثورة.
خطر علي الغرب
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن "القرضاوي يبرز الآن في
مصر وبعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع مبارك، كأحد الأصوات القوية
والمؤثرة داخل القاهرة الآن" واعتبرت الصحيفة أن "التأثير القوي للقرضاوي البارز
الآن في مصر يمثل خطرا محتملا على الغرب"، فبالرغم من إدانة القرضاوي لهجمات 11
سبتمبر على برجي التجارة العالمي في أمريكا، فإنه ينظر إلى الهجمات على الولايات
المتحدة في العراق وكذلك الهجمات الفلسطينية على إسرائيل على اعتبار أنها
مقاومة.
ويعكس هذا المنطق الأمريكي بحسب متابعين مصريين أن التصورات
الغربية بشأن قيام القرضاوي بدور قيادي روحي للثورة المصرية ما هي إلا أوهام وهواجس
غربية معتادة تجاه كل ما هو إسلامي، وفي هذا السياق، انتقد الكاتب سمير فريد في
عموده "صوت وصورة" الذي نشرته صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، المقارنة بين عودة
"القرضاوي" إلى مصر بعد الثورة والإطاحة بمبارك، وبين عودة "الخميني" من فرنسا إلى
إيران بعد الثورة الإسلامية في طهران والإطاحة بنظام الشاه، حيث أقام نظام حكم
إسلاميا•وقال فريد "الخميني عاد إلى إيران ليحكم ويقيم دولة دينية، ولكن القرضاوي
عاد ليعبر عن ثورة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه من أجل إقامة دولة
مدنية".
وبدأ القرضاوي خطبته بقوله "أيها المصريون.. المسلمون والأقباط
من أبناء مصر، فاليوم هو يوم المصريين جميعا.. وخطابي لكم جميعا و25 يناير هو
ثورتكم" وذلك على غير عادة الخطباء يوم الجمعة، حيث يوجهون كلامهم إلى المسلمين
وحيا الثورة التي جمعت بين مسلمي ومسيحيي مصر ودفنت الطائفية
"الملعونة".
إلا أن الإعلامي عماد الدين أديب، كان له وجه نظر أخرى، فقد
عقب على الدعوة التي وجهها القرضاوي في خطبة ميدان التحرير إلى المجلس الأعلى
للقوات المسلحة من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم قائلا: "لقد طالب القرضاوي بالنهار
واستجاب الجيش في المساء"، في إشارة إلى قيام السلطات المصرية مساء الجمعة بإعادة
فتح معبر رفح مع قطاع غزة "لعبور العالقين الفلسطينيين والحالات الإنسانية" ولمدة
ثلاثة أيام فقط.
ورفض أديب أن يقدم أي تفسير لذلك خلال حديثه، إلا أنه ألمح لما
يعتبره تأثيرا للقرضاوي على قرارات الجيش ، من هنا تأتي تحذيرات بعض العقلاء من
داخل مصر من خطر اختطاف الثورة، كما كتب سعد الدين إبراهيم محذرا من أن طهرانية
الشباب التي تجعلهم أقرب إلى القديسين، حيث الإيثار وإنكار الذات "ربما هي التي
أغرت البعض من الكهول للقفز على ثورة الشباب، ومحاولة الوصاية عليها أو تأميمها
لحسابهم كلية".
أن سمة ثورات الشعوب العربية على حكامها، أنها جاءت من رحم الاستبداد والقمع
والفقر، ولم يفجرها طيف سياسي أو ديني ما، إلا أن الفتاوى الدينية كانت حاضرة ـ
أيضاً ـ وبقوة، وكان لها تأثيرها في مجريات الأحداث، ففي ليبيا أحدثت فتوى الشيخ
يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي أجاز فيها اغتيال
العقيد القذافي - نقله نوعيه في
عملية الصراع الدائرة بين المتظاهرين والنظام الليبي الحاكم، كما غيرت من موقف بعض
قيادات الجيش الليبي من قمع المظاهرين، بل وانضمام بعض الضباط إلى
المتظاهرين.
وأفتى الشيخ القرضاوي لدى تعليقه عما يحصل في ليبيا للجيش
الليبي بجواز اغتيال القذافي دفعا، للأذى الذي يصيب به الشعب الليبي . وقال
القرضاوي "وأنا هنا أفتي .. من يستطيع من الجيش الليبي ان يطلق رصاصة على القذافي
ان يقتله ويريح الناس من شرّه".
واهاب القرضاوي بالجيش والعسكريين الليبيين عدم اطاعة اوامر القذافي بقتل
المدنيين "لانها معصية"، ودعا الشعب الليبي الى ان "يثبت ويصبر في وجه الظلم" .
وبالتزامن مع فتوى القرضاوي أصدر ائتلاف من رجال الدين
الليبيين فتوى أخرى مفادها أن خروج كل المسلمين في ليبيا على القيادة فرض عين.
وأضافوا في بيان أن السلطات الليبية تتمتع بالإفلات من العقاب وتواصل بل وتشدد
جرائمها الدموية ضد الإنسانية، مشيرة إلى أنها بذلك خرجت تماما عن سبيل الله والنبي
محمد صلى الله عليه وسلم. وقال البيان، إن هذا يجعل هذه السلطات غير جديرة بالطاعة
أو المساندة ويجعل من الخروج عليها بكل وسيلة ممكنة فرض عين .
المطالبة بحكم الشريعة
 | |||
في الأردن، فقد أثارت فتوى لحزب «جبهة العمل الاسلامي» الاردني مخاوف الاوساط
السياسية من استيلاء الحركة الاسلامية على الانجازات المتوقعة للتحركات الشعبية
التي تشهدها المملكة.
وأكد علماء حزب الجبهة أن التظاهرات التي تنكر المنكرات
«مشروعة». ولفتوا في فتوى تضمنها بيان صادر عن اللجنة المركزية لعلماء الشريعة
الإسلامية في الحزب، الى أن «التظاهر المطالب للأنظمة العربية بنصرة الأقصى والدفاع
عنه وتحريره من اليهود الغاصبين، أمر واجب، وكذلك التظاهر ضد التطبيع ومحاربة صور
الفساد في المجتمع».
واكد البيان أن «خروج التظاهرات الشعبية المطالبة
بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على الناس وعلى اللصوص والمجرمين أمر مشروع».
وافاد بان «خروج المظاهرات المطالبة بفك الحصار الظالم عن المسلمين في غزة
جهاد عظيم يؤجرون عليه». وأورد البيان نصوصا من القرآن الكريم والسنة النبوية
الشريفة، توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحذر من ترك هذا الواجب بمعاقبة
تاركيه عقوبات زاجرة عامة، كما تحدد مراتب «الإنكار» بالتغيير وصوره. وترى بعض
الاوساط السياسية في هذه الفتوى المفاجئة «محاولة للالتفاف على الحراك الشعبي
وتجييره لصالح برنامج الحركة الاسلامية» .
مد صفوي شيعي
أما عن أحداث البحرين فالأمر بات مختلفاً بشأنها، ففي حين
رأي رجال دين سعوديين بزعامة رجل الدين المثير للجدل يوسف الأحمد أن المتغيرات التي
شهدتها تونس ومصر هي سقوط لرموز الظلم والطغيان، إلا أنه كان لهم رأي مختلف حول
المظاهرات في البحرين، فقد أكد رجال الدين ـ في بيان لهم نشر عبر "شبكة الدفاع عن
السنة" على الإنترنت ـ على أن ما يحدث في البحرين هو نتاج لمخططات المد "الصفوي"
المنتسب تسميته إلى الصفويين الذين حكموا بلاد فارس وهي إيران حاليا ، في الفترة من
1500 حتى أواخر العام 1700، الذين يعتبرون من المتشددين في المذهب
الشيعي.
 | |||
الشعبية تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق، معتبرين أن هدفها هو "تنفيذ مخططات مشبوهة
وأجندات ظاهرة، تمثل طليعةً لمدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي
وتكوين هلال فارسي" .
مصر دولة إسلامية
ظهور شخصيات محسوبة على تيارات إسلامية لها مواقفه الخاصة،
للاحتفال مع الثوار المصريين، أثار حفيظة بعض الدول الغربية، أهمها بالتأكيد
إسرائيل، فقد أثارت خطبة الجمعة
(جمعة النصر) التي ألقاها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين في ميدان التحرير بالقاهرة أمام حوالي 3 ملايين شخص، مخاوف غربية مما تزعم
أنها محاولات "أسلمة" الثورة المصرية، على اعتبار أن القرضاوي ينظر إليه باعتباره
أحد الأصوات الدينية القوية والمؤثرة داخل مصر، كما أنه يعتبر الهجمات الفلسطينية
ضد إسرائيل وكذلك الهجمات ضد أمريكا في العراق مقاومة ضد المحتل، وهو ما يرفضه
الغرب بوجه عام ويصنف من يتبنى هذا الموقف في خانة
"التطرف".
كما عبرت شخصيات مصرية عن انتقادها لظهور القرضاوي في ميدان
التحرير وزعمت أن "تجار الانتفاضة" يسعون لسرقة الثورة من المصريين، على حد
تعبيرهم، فيما رأى آخرون أن هذه المخاوف لا تستند إلى منطق ولا مبرر لها• وألقى
الشيخ القرضاوي خطبته الأولى في ميدان التحرير منذ حوالي 40 عاما قبل تركه مصر
وإقامته في قطر، إثر تعرضه للتنكيل من جانب السلطات على خلفية انتمائه في السابق
لجماعة الإخوان المسلمين .
الشيخ القرضاوي حذر خلال خطبة الجمعة أمام المتظاهرين، شباب
الثورة من سرقة ثورتهم، ودعا القرضاوي الحكومات العربية إلى الحوار مع شعوبها، كما
طالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة بشكل دائم أمام
الفلسطينيين . وكان لافتاً الحضور الكبير للإسلاميين في «جمعة النصر»، إذ بدت كتل
«الإخوان المسلمين» و«السلفيين» و«الجماعة الإسلامية» واضحة، إلا أن منظمي
المظاهرات أوقفوا هتافات إسلامية بعد صلاة الجمعة وذكّروا مطلقيها باتفاق ضمني على
أن تكون الهتافات «عامة» وتتعلق بإصلاح البلاد وليس للتعبير عن فئة من المعارضين
لنظام مبارك .
في إسرائيل بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى إبداء
مخاوفها من تحول مصر إلى دولة إسلامية متشددة منذ نجاح الثورة، ولكن هذه المخاوف
تزايدت بشكل هيستيرى يسوده القلق والترقب الحذر، منذ إلقاء الشيخ القرضاوى، خطبة
الجمعة، بميدان التحرير، احتفالاً بنجاح
الثورة.
خطر علي الغرب
 | |||
| الدكتور يوسف القرضاوى |
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن "القرضاوي يبرز الآن في
مصر وبعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع مبارك، كأحد الأصوات القوية
والمؤثرة داخل القاهرة الآن" واعتبرت الصحيفة أن "التأثير القوي للقرضاوي البارز
الآن في مصر يمثل خطرا محتملا على الغرب"، فبالرغم من إدانة القرضاوي لهجمات 11
سبتمبر على برجي التجارة العالمي في أمريكا، فإنه ينظر إلى الهجمات على الولايات
المتحدة في العراق وكذلك الهجمات الفلسطينية على إسرائيل على اعتبار أنها
مقاومة.
ويعكس هذا المنطق الأمريكي بحسب متابعين مصريين أن التصورات
الغربية بشأن قيام القرضاوي بدور قيادي روحي للثورة المصرية ما هي إلا أوهام وهواجس
غربية معتادة تجاه كل ما هو إسلامي، وفي هذا السياق، انتقد الكاتب سمير فريد في
عموده "صوت وصورة" الذي نشرته صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، المقارنة بين عودة
"القرضاوي" إلى مصر بعد الثورة والإطاحة بمبارك، وبين عودة "الخميني" من فرنسا إلى
إيران بعد الثورة الإسلامية في طهران والإطاحة بنظام الشاه، حيث أقام نظام حكم
إسلاميا•وقال فريد "الخميني عاد إلى إيران ليحكم ويقيم دولة دينية، ولكن القرضاوي
عاد ليعبر عن ثورة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه من أجل إقامة دولة
مدنية".
وبدأ القرضاوي خطبته بقوله "أيها المصريون.. المسلمون والأقباط
من أبناء مصر، فاليوم هو يوم المصريين جميعا.. وخطابي لكم جميعا و25 يناير هو
ثورتكم" وذلك على غير عادة الخطباء يوم الجمعة، حيث يوجهون كلامهم إلى المسلمين
وحيا الثورة التي جمعت بين مسلمي ومسيحيي مصر ودفنت الطائفية
"الملعونة".
إلا أن الإعلامي عماد الدين أديب، كان له وجه نظر أخرى، فقد
عقب على الدعوة التي وجهها القرضاوي في خطبة ميدان التحرير إلى المجلس الأعلى
للقوات المسلحة من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم قائلا: "لقد طالب القرضاوي بالنهار
واستجاب الجيش في المساء"، في إشارة إلى قيام السلطات المصرية مساء الجمعة بإعادة
فتح معبر رفح مع قطاع غزة "لعبور العالقين الفلسطينيين والحالات الإنسانية" ولمدة
ثلاثة أيام فقط.
ورفض أديب أن يقدم أي تفسير لذلك خلال حديثه، إلا أنه ألمح لما
يعتبره تأثيرا للقرضاوي على قرارات الجيش ، من هنا تأتي تحذيرات بعض العقلاء من
داخل مصر من خطر اختطاف الثورة، كما كتب سعد الدين إبراهيم محذرا من أن طهرانية
الشباب التي تجعلهم أقرب إلى القديسين، حيث الإيثار وإنكار الذات "ربما هي التي
أغرت البعض من الكهول للقفز على ثورة الشباب، ومحاولة الوصاية عليها أو تأميمها
لحسابهم كلية".
» كنوز الفراعنه
» الثقب الاسود
» طفل بطل
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
» البطل عبدالرؤوف عمران
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
» حافظ ابراهيم
» حافظ ابراهيم
» دجاجة القاضي
» اخلاق رسول الله
» يوم العبور في يوم اللا عبور
» من اروع ما قرات عن السجود
» قصه وعبره
» كيف تصنع شعب غبي