جلال أمين: الغرب ملّ من أنظمة الفساد .. والحكم ليس للعسكر
الخميس: 22 سبتمبر 2011 , الساعة 1:14 مساء
يلخص المفكر والعالم الاقتصادي دكتور جلال أمين أسباب الإحباط
المنتشر بين المصريين الآن في سبعة عناصر هي التسيب الأمني، الركود
الاقتصادي، التخبط والتباطؤ في محاكمة مبارك ورجاله، الفتنة الطائفية،
الغلظة في معاملة الثوار، تنصيب أشخاص مشكوك بإخلاصهم للثورة بمواقع
القيادة، وأخيراً عدم الاستجابة لإنتخاب عمداء الكليات.
وقد حل د. جلال أمين ضيفا على صالون د. سعيد إسماعيل الثقافي
مساء أمس، وقال أنه رغم تفاؤل الشعب بنتائج الثورة إلا أن الإحباط بدأ يدب
فيهم بسبب الفوضى، معتبرا أن أمرا عجيبا ألا يصل الثوار للحكم كما يجري في
كل ثورات العالم والثورات المصرية حينما جاء زغلول رئيسا للوزراء بعد 1919
وجاء الضباط الأحرار للحكم بعد 1952، وهو ما يعني في علم السياسة أننا نعيش
الآن "انفصال الملكية عن الإدارة" .
ولا يقبل أمين الطرح القائل بأن التخبط التي تعيش به مصر الآن
سببه قلة خبرة العسكر في إدارة شئون البلاد، فالحق كما يقول واضح، لا
يحتاج إلى خبرة، مشيراً إلى أن الضباط الأحرار حين تولوا مسئولية البلاد
بعد ثورة يوليو لم يتمتعوا بالخبرة الكافية، لكن الدافع الوطني لديهم
والتفكير الثوري كان متوافراً، على الأقل في بدايات الحكم.
ولكنه من جهة أخرى يختلف أيضا مع من يرددون أن المجلس العسكري
هدفه الاستئثار بالحكم مشيراً إلى أن حكم العسكر انتهى من العالم، الذي
تغير وأصبح لا يقبل بالديكتاتورية العسكرية.
لذا يميل أمين في تفسير التخبط الذي نعيشه لوجود قوى خارجية
توجه الثورة، ودليله على ذلك تعاقب الثورات العربية في المنطقة الأمر الذي
يثير الشك لديه، فعلى الرغم من إيمانه بضرورة سقوط النظام في مصر وعدم
تشكيكه في القوى الشعبية التي خرجت إلى الميدان، إلا أنه لم يستطع بعد
التخلص من الحقيقة القائلة أن تفكك وانهيار أوروبا الشرقية جاء بدافع من
قوى دولية كبرى، فلولا الغرب لما انهارت.
مشيراً إلى أن الثورات العربية منبعها أن الغرب مل التعامل مع
نظم غارقة في الفساد كالنظم العربية، كما أنهم يتطلعون للتعامل مع دول كفء
فهذا يخدم مصالحهم بشكل أكبر.
يواصل: التغيرات الآن تحدث في العالم العربي نتيجة تغير
موازين القوى، فالبساط بدأ ينسحب من تحت أقدام أمريكا، وأوروبا تنتظر
لتتقدم كلاعب أساسي، وفكرة أن تتقدم فلسطين بأوراقها للاعتراف بها، يعني
كأن أوروبا تقول لأمريكا كفاكي محاباة لإسرائيل.
ورأى أمين أهمية أن تتحدث القوى الوطنية عن برامج محددة لحل
مشكلات مصر . وقال أن مصر ستتقدم ليس بوضع دستور جيد فقط ولكن بوجود أشخاص
أكفاء مخلصون يطبقونه ، لأن الدساتير البديعة لا تصنع أمة قوية ، ورغم أن
بريطانيا لا تملك دستوراً لكنها من أعرق الديمقراطيات.
ومن الأمور المؤسفة أن تنشغل مصر الآن بالصراع بين العلمانيين والجماعات الإسلامية رغم أن ذلك ليس قضيتها الأولى حاليا.
وضمن مداخلات الصالون رأى جانب من الحضور أن الثورة تتعرض
لخطر الإجهاض، وهو ما نفاه د. جلال أمين مؤكدا أن الثورة فقط بحاجة لأفكار
منظمة للنهوض ، وهي ثقافة غابت عنا بسبب النظام الجاهل البوليسي الذي عشنا
فيه ، فنشأ سياسيون متشنجون، لا يجمعون بين التأني والوطنية .
وتساءل أمين : لماذا نجحت تركيا وماليزيا في الصعود إلى مصاف
الدول المتقدمة، ولم ننجح نحن، رغم أن مصر مكتظة بالشرفاء ؟ ، وأجاب بأن
أردوغان ومهاتير لم ينشآ في نظام به مثل هذا الفساد، الذي تعاني منه مصر
منذ عام 1975. وأشاد أيضا بما وصفه بنجاح تركيا في صياغة تطبق العلمانية مع
الإحتفاظ بالقيم الإيمانية.
من جهته اعتبر صاحب الصالون دكتور سعيد إسماعيل أنه بعد هزيمة
يونيو 1967 اتخذ جمال عبد الناصر قرارات حاسمة، وهنا رد د. جلال بأن هذا
النوع من الزعامات اختفى من العالم كله.
وقال أمين أن صحفية كندية سألته ماذا سيفعل إذا أصبح رئيساً
للجمهورية، فقال أنه أولا سيكلف خمسين شخصا من الشرفاء والأكفاء بتولي
المناصب الرفيعة في الدولة، كالتعليم، والاقتصاد، والداخلية، والإعلام. ثم
تكليف خبراء الاقتصاد بوضع خطة عاجلة لمدة ستة أشهر، ثم خطة متوسطة الأجل
ثلاث سنوات، ثم خطة طويلة الأجل خمس سنوات من أجل النهوض باقتصاد مصر .
وعن الخطوة الثالثة فهي منع الاتصال بالسفارة الأمريكية، أو واشنطن بالشكل الذي يلغي السيادة المصرية.
وينتقد أمين سوء اختيار الشخصيات للمناصب الرفيعة في الدولة،
ويواصل: المجلس العسكري يبرر ذلك بقوله أن الشرفاء يرفضون العمل في وزارة
مؤقتة.
وعن رأيه في قانون الغدر يخشى أمين من إساءة استخدامه حالياً،
ويراه خطوة من أجل استرضاء الجماهير مشيراً إلى أنه لا يمكن مساواة من
أنشأ وابتدع المناخ الفاسد، بمن وقع فيه، قائلا أنه حين طبق هذا القانون في
عهد عبد الناصر تجاوز وأساء.
واعتبر أن الأولوية ليس لوضع حد أدنى للأجور ولكن لتشغيل العمالة، كما اعتبر أن الحد الأقصى الموضوع بحاجة لإعادة نظر.
المنتشر بين المصريين الآن في سبعة عناصر هي التسيب الأمني، الركود
الاقتصادي، التخبط والتباطؤ في محاكمة مبارك ورجاله، الفتنة الطائفية،
الغلظة في معاملة الثوار، تنصيب أشخاص مشكوك بإخلاصهم للثورة بمواقع
القيادة، وأخيراً عدم الاستجابة لإنتخاب عمداء الكليات.
وقد حل د. جلال أمين ضيفا على صالون د. سعيد إسماعيل الثقافي
مساء أمس، وقال أنه رغم تفاؤل الشعب بنتائج الثورة إلا أن الإحباط بدأ يدب
فيهم بسبب الفوضى، معتبرا أن أمرا عجيبا ألا يصل الثوار للحكم كما يجري في
كل ثورات العالم والثورات المصرية حينما جاء زغلول رئيسا للوزراء بعد 1919
وجاء الضباط الأحرار للحكم بعد 1952، وهو ما يعني في علم السياسة أننا نعيش
الآن "انفصال الملكية عن الإدارة" .
ولا يقبل أمين الطرح القائل بأن التخبط التي تعيش به مصر الآن
سببه قلة خبرة العسكر في إدارة شئون البلاد، فالحق كما يقول واضح، لا
يحتاج إلى خبرة، مشيراً إلى أن الضباط الأحرار حين تولوا مسئولية البلاد
بعد ثورة يوليو لم يتمتعوا بالخبرة الكافية، لكن الدافع الوطني لديهم
والتفكير الثوري كان متوافراً، على الأقل في بدايات الحكم.
ولكنه من جهة أخرى يختلف أيضا مع من يرددون أن المجلس العسكري
هدفه الاستئثار بالحكم مشيراً إلى أن حكم العسكر انتهى من العالم، الذي
تغير وأصبح لا يقبل بالديكتاتورية العسكرية.
لذا يميل أمين في تفسير التخبط الذي نعيشه لوجود قوى خارجية
توجه الثورة، ودليله على ذلك تعاقب الثورات العربية في المنطقة الأمر الذي
يثير الشك لديه، فعلى الرغم من إيمانه بضرورة سقوط النظام في مصر وعدم
تشكيكه في القوى الشعبية التي خرجت إلى الميدان، إلا أنه لم يستطع بعد
التخلص من الحقيقة القائلة أن تفكك وانهيار أوروبا الشرقية جاء بدافع من
قوى دولية كبرى، فلولا الغرب لما انهارت.
مشيراً إلى أن الثورات العربية منبعها أن الغرب مل التعامل مع
نظم غارقة في الفساد كالنظم العربية، كما أنهم يتطلعون للتعامل مع دول كفء
فهذا يخدم مصالحهم بشكل أكبر.
يواصل: التغيرات الآن تحدث في العالم العربي نتيجة تغير
موازين القوى، فالبساط بدأ ينسحب من تحت أقدام أمريكا، وأوروبا تنتظر
لتتقدم كلاعب أساسي، وفكرة أن تتقدم فلسطين بأوراقها للاعتراف بها، يعني
كأن أوروبا تقول لأمريكا كفاكي محاباة لإسرائيل.
ورأى أمين أهمية أن تتحدث القوى الوطنية عن برامج محددة لحل
مشكلات مصر . وقال أن مصر ستتقدم ليس بوضع دستور جيد فقط ولكن بوجود أشخاص
أكفاء مخلصون يطبقونه ، لأن الدساتير البديعة لا تصنع أمة قوية ، ورغم أن
بريطانيا لا تملك دستوراً لكنها من أعرق الديمقراطيات.
ومن الأمور المؤسفة أن تنشغل مصر الآن بالصراع بين العلمانيين والجماعات الإسلامية رغم أن ذلك ليس قضيتها الأولى حاليا.
وضمن مداخلات الصالون رأى جانب من الحضور أن الثورة تتعرض
لخطر الإجهاض، وهو ما نفاه د. جلال أمين مؤكدا أن الثورة فقط بحاجة لأفكار
منظمة للنهوض ، وهي ثقافة غابت عنا بسبب النظام الجاهل البوليسي الذي عشنا
فيه ، فنشأ سياسيون متشنجون، لا يجمعون بين التأني والوطنية .
وتساءل أمين : لماذا نجحت تركيا وماليزيا في الصعود إلى مصاف
الدول المتقدمة، ولم ننجح نحن، رغم أن مصر مكتظة بالشرفاء ؟ ، وأجاب بأن
أردوغان ومهاتير لم ينشآ في نظام به مثل هذا الفساد، الذي تعاني منه مصر
منذ عام 1975. وأشاد أيضا بما وصفه بنجاح تركيا في صياغة تطبق العلمانية مع
الإحتفاظ بالقيم الإيمانية.
من جهته اعتبر صاحب الصالون دكتور سعيد إسماعيل أنه بعد هزيمة
يونيو 1967 اتخذ جمال عبد الناصر قرارات حاسمة، وهنا رد د. جلال بأن هذا
النوع من الزعامات اختفى من العالم كله.
وقال أمين أن صحفية كندية سألته ماذا سيفعل إذا أصبح رئيساً
للجمهورية، فقال أنه أولا سيكلف خمسين شخصا من الشرفاء والأكفاء بتولي
المناصب الرفيعة في الدولة، كالتعليم، والاقتصاد، والداخلية، والإعلام. ثم
تكليف خبراء الاقتصاد بوضع خطة عاجلة لمدة ستة أشهر، ثم خطة متوسطة الأجل
ثلاث سنوات، ثم خطة طويلة الأجل خمس سنوات من أجل النهوض باقتصاد مصر .
وعن الخطوة الثالثة فهي منع الاتصال بالسفارة الأمريكية، أو واشنطن بالشكل الذي يلغي السيادة المصرية.
وينتقد أمين سوء اختيار الشخصيات للمناصب الرفيعة في الدولة،
ويواصل: المجلس العسكري يبرر ذلك بقوله أن الشرفاء يرفضون العمل في وزارة
مؤقتة.
وعن رأيه في قانون الغدر يخشى أمين من إساءة استخدامه حالياً،
ويراه خطوة من أجل استرضاء الجماهير مشيراً إلى أنه لا يمكن مساواة من
أنشأ وابتدع المناخ الفاسد، بمن وقع فيه، قائلا أنه حين طبق هذا القانون في
عهد عبد الناصر تجاوز وأساء.
واعتبر أن الأولوية ليس لوضع حد أدنى للأجور ولكن لتشغيل العمالة، كما اعتبر أن الحد الأقصى الموضوع بحاجة لإعادة نظر.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ