(لهن) أعظم أمانيها إنجاب الأولاد..المرأة المصرية في القرن الثامن عشر
الخميس: 22 سبتمبر 2011 , الساعة 3:56 مساء
(
(لهن) أعظم أمانيها إنجاب الأولاد..المرأة المصرية في القرن الثامن عشر
الخميس: 22 سبتمبر 2011 , الساعة 3:56 مساء
(
- كان الفرنسي كلود إتيان سافاري في السادسة والعشرين من عمره
عندما اعتزم الرحلة على المشرق، فقضى في مصر ثلاثة أعوام طاف خلالها أرجاء
الديار المصرية ودرس اللغة العربية والدين الإسلامي، وكتب عن رحلته
ودراساته في مصر رسائل ملأت ثلاثة مجلدات، ونشر ترجمة للقرآن، وكتاب لتفسير
قواعد الدين الإسلامي وترجم بعض قصص ألف ليلة وليلة، ثم توفي في باريس عام
1788 دون سن الأربعين..!
كان سافاري رحالة من طراز فريد، وقد كان لآثار مصر
الفرعونية وذكرياتها القديمة في نفسه أعظم الأثر، وهو ما يظهر في مقدمته
عندما كتب "إن من يرى الآثار التي تحتفظ بها مصر يستطيع أن يتصور أي شعب
هذا الذي تحدت صروحه أحداث الزمن. فهو لم يكن يعمل إلا للخلود، وهو الذي
أمد هوميروس وهيرودوت وأفلاطون بكنوز معارفهم التي أسبغوها على بلادهم".
قرويات علي الشاطيء
يبدأ سافاري رحلته عن مصر من الإسكندرية ، ثم انتقل إلى
رشيد وقضى بها ردحا من الزمن، ويقول إن الحياة فيها ساحرة مغرية، ولأهلها
أزياء خاصة، يقصون الشعر ويرسلون اللحى، كما يصف منظر القرويات على الشاطئ
وكيف يهرعون إلى النهر لأخذ الماء وغسل الثياب والاستحمام أحيانا، وكيف شهد
كثيرا منهن يسبحن في النهر نحو المركب، وإنهن يتمتعن بأجسام رشيقة ساحرة،
وبشرة سمراء بديعة.
وصل سافاري إلى القاهرة بعد رحلة ممتعة في النيل، لكن لم
ترقه العاصمة ولم تبهره مناظرها، كما بهرته الإسكندرية، ذلك أن القاهرة
التي كانت خلال العصور الوسطى أعظم مدن الإسلام، انتهت في أواخر القرن
الثامن عشر إلى مدينة متواضعة تحيط بها التلال والخرائب..!
يقول محمد عبد الله عنان في كتابه "مصر الإسلامية وتاريخ
الخطط الإسلامية" أن سافاري وصف لنا خطط العاصمة المصرية يومئذ وضيق
شوارعها وأزقتها، ولكنها مع ذلك ظلت تلفت النظر بمساجدها الثلاثمائة
وقلعتها التاريخية.
كسل المصري
ويتحدث عن الحياة الاجتماعية المصرية،
فيصف المصري بالكسل، وإن الجو يؤثر في عزيمته، ومن ثم فهو يميل إلى الحياة
الهادئة الناعمة، يقضي يومه في عمله وفي منزله، ولا يعرف صخب الحياة
الأوروبية وضجيجها، وليست له أذواق أو رغبات مضطرمة. ونظام العائلة المصرية
عريق في المحافظة، فرب الأسرة هو السيد المطلق، ويربى الأولاد في الحريم،
ويدينون للوالد بمنتهى الخضوع والطاعة والاحترام، ويعيش أفراد الأسرة جميعا
في منزل واحد.
ويتمتع الوالد بكل مظاهر التكريم والإجلال ولاسيما في
شيخوخته، ويجتمع أفراد الأسرة حول مائدة الطعام جالسين على البسط، وبعد
الغذاء يأوي المصريون إلى الحريم حينا بين نسائهم وأولادهم ، وفي المساء
يتريضون في النيل في قوارب النزهة ، ويتناولون العشاء بعد الغروب بنحو
ساعة، وهكذا تجري الحياة على وتيرة واحدة.
ويشغف المصري بالتدخين، ويستورد الدخان من سوريا ويخلط
بالعنبر . وللتدخين أبهاء خاصة يجتمع فيها السيد مع مدعويه، وبعد انتهاء
الجلسة يأتي الخادم بقمقم تحترق به العطور، فيعطر للمدعوين لحاهم، ثم يصب
ماء الورد على رؤوسهم وأيديهم.
أما أحوال المرأة كما يروي سافاري
فكانت كالرقيق لا تلعب أي دور في الحياة العامة، وإذا كانت المرأة
الأوروبية تسيطر على العروش وتقود الآداب والعادات، فإن دولة المرأة في مصر
لا تتعدي "الحريم" ولا علاقة لها بالشئون العامة، وأعظم أمانيها أن تنجب
الأولاد، وأهم واجباتها أن تعني بتربيتهم. والحريم هو مهد الطفولة
ومدرستها، وفيه يربى الأولاد حتى السابعة أو الثامنة. كذلك يعنى النساء
بالشئون المنزلية، ولا يشاركن الرجال في الظهور، ولا يتناولن الطعام معهم
إلا في فرص خاصة، ويقضين أوقات الفراغ بين الجواري والغناء والسمر.
ويسمح للنساء الخروج إلى
الحمام مرة أو مرتين في الأسبوع، وتشغف النساء بالذهاب إلى الحمام مع
جواريهن، وهناك يقضين أوقاتا سعيدة بين التزين واللهو، ويستمعن في الأبهاء
الوثيرة إلى الغناء وقصص الحب.
وتستقبل المرأة زوارها من النساء بأدب وترحاب، ويحمل
الجواري القهوة، ويدور الحديث والسمر، وتقدم أثناء ذلك الفاكهة اللذيذة،
وعند الانتهاء من تناولها تحمل الجواري قماقم ماء الورد فيغسل المدعوات
أيديهن، ثم يحرق العنبر وترقص الجوار.
وفي أثناء هذه الزيارات النسوية لا يسمح للزوج أن يقترب من
الحريم، إذ هو مكان الضيافة الخاصة، وهذا حق تحرص المصريات عليه كل الحرص.
وقد ينتفعن به أحيانا لتحقيق أمنية غرامية، إذ يستطيع العاشق أن ينفذ إلى
الحريم متنكرا في زي امرأة، فإذا لم يكتشف أمره فاز ببغيته، وإذا اكتشف
أمره كان جزاؤه الموت. والمرأة المصرية مفرطة في الحب والجوى، مفرطة في
البغض والانتقام، وكثيرا ما تنتهي الروايات الغرامية بفواجع مروعة..!
وتوجد طبقة خاصة من نساء الفن هي طبقة "القيان" أو
العوالم ، وهؤلاء العوالم يمتزن بالذلاقة ومعرفة الشعر والمقطوعات
الغنائية، ولا تخلو منهن حفلة، وتقام لهن منصة يغنين من فوقها، ثم ينزلن
إلى البهو ويرقصن في رشاقة ساحرة، واحيانا يبدون في صورة مثيرة من التهتك،
ويدعون دائما في كل حريم، وهنالك يروين القصص الغرامية، ويخلبن الألباب
برشاقتهن وفصاحتهن.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ