الآثار المصريّة بدأت مسح قاع بحيرة قارون

ثروة أغنى رجل في التاريخ تحت المياه

أعلن أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور زاهي حواس، عن بدء أكبر مشروع لإجراء مسح أثري لقاع بحيرة قارون (تقع في الشمال الغربي من محافظة الفيوم)، بعد المسح الراداري الذي قام به العالم الدكتور فاروق الباز للبحيرة ولجزيرة القرن الذهبي في وسطها. للمرة الأولى، تجري إدارة الآثار الغارقة التابعة للمجلس هذا المسح ويترقّب الجميع ما ستسفر عنه عمليات البحث في قاع البحيرة التي نُسجت حولها حكايات وأساطير عن كنوز تخلب الألباب، مع أن التاريخ لم يحسم لغاية اليوم ما إذا عاش قارون فعلاً في تلك المنطقة، ولا سبب مؤكداً وراء تسمية البحيرة باسمه، لكن لا يعني ذلك أن فكرة وجود كنوز قارون أسفل تلك البحيرة مرفوضة تماماً، فقد صدرت دراسات وأبحاث تتحدث عن إمكان وجود تلك الكنوز أسفل البحيرة، حسبما أشير إليها في القرآن كانت مفاتيحها تنوء بالعصبة أولى القوة، وكان قارون من قوم موسى وأتاه الله من الكنوز التي تفوق كلّ تصوّر، عاصر فرعون وهامان في فترة نبوة موسى وغضب الله على فرعون فأغرقه وعلى قارون فخسف به وبداره الأرض‏ وجعله عبرة للمعتبرين، بعدما اعتدّ بنفسه كونه أغنى رجل في العالم ونسي فضل خالقه عليه. في المقابل، نفى باحثون كثر وجود هذه الكنوز ورفضوا الربط بينها وبين البحيرة التي تحمل اسم قارون. موسى وبحيرة قارونأشارت دراسة جيولوجية أعدّها الدكتور مراد الدش، أستاذ الجيولوجيا في جامعة عين شمس، أن سيدنا موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر هرباً من فرعون وجنوده عَبَر بحيرة قارون في الفيوم وليس البحر كما يسود الاعتقاد.أضافت الدراسة أن أبناء يوسف عليه السلام تولّوا إدارة خزائن مصر من بعده وأقاموا في المنطقة نفسها فأطلق عليها «بني يوسف»، وأطلق على البحيرة التي أقاموا في جوارها «بحر يوسف» ثم بحيرة قارون. كذلك، قطن بنو إسرائيل في المنطقة نفسها وانتشروا في منخفض الفيوم على أطراف الصحراء بالقرب من بحر يوسف.لفتت الدراسة الى أن تاريخ هروب موسى يتطابق مع تاريخ وفاة تحتمس الثاني الغامضة، ما يؤكد أن موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر هرباً من فرعون وجنوده عبر بحيرة قارون في الفيوم وليس البحر الأحمر.متحف موقعأشار الدكتور صبري عبد العزيز إلى أن إحدى البعثات المصرية الخالصة موجودة راهناً على ساحل بحيرة قارون الشمالي وتعمل على فحص وإخلاء مساحة 2760 فداناً لصالح هيئة التنمية السياحية، وتجري دراسة حول إمكان إقامة متحف موقع لهذا المشروع وللقطع الأثرية التي اكتشفتها البعثة الأثرية الجيولوجية لآثار ما قبل التاريخ، وقد لقي هذا الاقتراح قبولاً من لجنة التيسير برئاسة الدكتور جلال مصطفى، محافظ الفيوم، وستثري أعمال المسح الأثري لشواطئ وقاع البحيرة مقتنيات هذا المتحف.في الإطار نفسه، أوضح خالد سعد، مدير عام آثار ما قبل التاريخ ورئيس بعثة الحفائر، أن الاستعانة بإدارة الآثار الغارقة للمساعدة في مسح الشاطئ، إنما هو أسلوب متطوّر لأعمال الحفر الأثرية، لا سيما أن البعثة لم تكتفِ بأعمال الحفائر الأثرية فحسب بل استعانت بالجهات المعنية مثل: المتحف الجيولوجي، جهاز شؤون البيئة، إدارة الأنظمة الجغرافية، إدارة المساحة والأملاك، إدارة الآثار الغارقة، وذلك لمسح مقتنيات الموقع الجيولوجية والأثرية وإقامة متحف موقع وتحويل هذه المنطقة إلى منطقة جذب سياحي عالمي، نظراً إلى فرادتها وغناها بالتنوّع الأركيوجيولوجي الذي سيسهم في الارتقاء بمستوى محافظة الفيوم السياحي.