بعد طول غياب عن تحقيق أي إكتشافات أثرية ذات قيمة في وادي الملوك الشهير في الأقصر بجنوب مصر، فقد تمكنت بعثة حفائر سويسرية قبل أيام قليلة من إكتشاف هام لأول مومياء 'مغنية دينية' في مصر القديمة ترجع الي 3 آلاف عام مضت . أكتشفت المقبرة في موضع قريب جداً من مقبرة الفرعون المصري الشهير توت عنخ أمون وهذا يضيف بطبيعة الحال للمومياء المكتشفة أهمية خاصة ،ذلك أيضاً أن أعمال حفر كانت تجري بكثافة في وادي الملوك منذ عشر سنوات ولم تسفر عن اي نتائج مهمة . تقو ل 'سوزان بيكل' من بعثة التنقيب السويسرية التي إكتشفت المومياء ،أن المقبرة تقع خلف صخرة كبيرة كانت تسد باب الدخول إليها وبعد أن تمت ازاحتها عن موضعها ،إكتشفنا المقبرة التي تصل أبعادها الي 10 امتار مربعة وبداخلها كان التابوت الخشبي الذي يحتوي بداخله علي المومياء . تكشف 'بيكل' سراً آخر من اسرار المقبرة عندما تقول : إننا عرفنا حقيقة المقبرة كاملة منذ عام تقريبا وكنا في إطار الإعداد لإعلان الإكتشاف غير أن قيام الثورة المصرية في 25 يناير الماضي جعلنا نؤجل ذلك الإعلان خوفاً من تعرض المقبرة للسرقة في ظل تردي الوضع الآمني آنذاك ، لذلك فقد أعدنا كل شئ الي وضعه الطبيعي والتزمنا الصمت بإنتظار اللحظة المناسبة . أهمية هذه المومياء هي أنها تجيئ بعد 90 عاماً من إكتشاف مقبرة الملك المصري الشهير توت عنخ آمون علي يد عالم المصريات هيوارد كارتر في عام 1922 في ذات المكان وتعتبر المقبرة بما تحويه من كنوز ملكية هي أكمل مقبرة ملكية فرعونية عثر عليها حتي الآن سليمة ، ولايوجد نظير لها علي سطح المعمورة ، فهي تتألف من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة نادرة منها القناع الذهبي الفريد لتوت عنخ آمون ، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب . وكلها موجودة ضمن مقتنيات المتحف المصري . بعد الفحص السريع للمومياء المكتشفة تقول 'بيكل ' إنها لسيدة يبلغ طولها متر واحد و55 سنتيمتر وهي ملفوفة بعناية في قماش من الكتان وأسمها ' ناحس باستت' وقد وجد اسمها منحوتاً علي لوح خشبي طوله 30 سنتيمتر علي التابوت ، وقد عرفنا من فك رموز الكتابة أنها أبنة أحد كهنة معبد آمون الكبار وكانت تعمل مغنية دينية في المعبد . لقد كان الإنشاد الديني يحظي بوضع خاص في مصر القديمة ويتوقف علي هؤلاء المغنيين اللذين كان لهم وضعاً محترماً عند عامة الشعب ، أما الإنشاد الغير ديني فكان هو غناء الجماهير العادية ولأن الفن في مصر القديمة كان مزدهراً فإن مختلف فئات الشعب كانت تستغل المناسبات الإجتماعية والشعبية لتقوم بالغناء مثل جني الثمار والحصاد ورفع الغلال وصيد الطيور وبناء المعابد وتشييد المسلات ، كذلك كان يتوفر لدي المصريون القدماء إحساس كبير بالموسيقي والشعر ساعدهم علي نظم الأشعار والتغني بها في كل مناسبتهم ـ ناهيك عن المناسبات الدينية التي كانت محل تقديركبير منهم .لهذا السبب فإن مومياء سيدة غناء معبد الآله أمون ستشكل إضافة جديدة لكل ما تم العثور عليه من آثار لفنون المصري القديم مثل نصوص الأغاني التي وجدت منقوشة علي جدران المقابر وفي لفائف أوراق البردي في المعابد المصرية القديمة. مقبرة سيدة الغناء 'ناحس باستت' أصبح لها رقم ثابت الآن في وادي الملوك وهو KV64 ، ويقول الباحث ' شفيايتزر' من فريق البحث في الموقع ان مقابر الوادي تعرضت كثيرا للسرقة ولكن لحسن الحظ كان هذا القبر بعيداً عن ايدي اللصوص وهو يعطي قيمة إضافية الي أهمية المقبرة التي ستصبح في وقت لاحق مفتوحة لزيارة السياح . يضيف الباحث إن المقبرة لم تكن مخصصة منذ البداية الي 'باستت' ذلك أن الفحص في ركام المقبرة أثبت أن بها الكثير من الأشياء الصغيرة التي تنتمي الي الأسرة 18 في حين أن مومياء 'باستت' تنتمي الي الأسرة 22 وهذا يعني عمليا أن تاريخ المقبرة يرجع الي 500 عام قبل دفن 'باستت' فيه ، كذلك فإننا وجدنا أسفل التابوت لوح خشبي طوله حوالي متر واحد منقوش عليه نقوش باللغة الهيروغلوفية تعود للصاحب الأول للمقبرة . إن إكتشاف' باستت' في وادي الملوك بصفة خاصة سيعطي لها من الشهرة الكثير إنطلاقا من شهرة المكان نفسه ، فتسمية الوادي بوادي الملوك، جاءت نسبة الي إحتوائه علي مقابر الأسرات الثامنة عشرة، وحتى نهاية الأسرة العشرين المنحوتة كلها في الصخر. ويبلغ عدد المقابر الملكية في الوادي ستة وعشرين مقبرة كلها لملوك تلك الفترة البالغ عددهم الاثنين والثلاثين ،أما الوادي فهو طبيعي و يبعد حوالي ستة كيلومترات من الضفة الغربية للنيل، ويصل ارتفاع الجبل الذي يحتضنه سبعين مترا. كان الملك ' تحتمس الأول' أحد ملوك الأسرة 18،هو أول ملك دفن فى هذا المكان ، ثم أعقبه ملوك الأسر 18 و 19 و 20 ، ومن أشهر كل تللك المقابر مقبرة الملك ' توت عنخ آمون ' ( 1348 ـ 1337 ق. م ) ومقبرة ' امنحوتب الثانى و تحتمس الثالث ' 1490 -1336 ق. م ،ثم مقبرة ' سيتى الأول ' 1303 ـ 1337 ق. م و رمسيس السادس'1150ـ 1145 ق. م والتاسع'1137 ـ 1118 ق. م ثم مقبرة ' حور محب ' 1334 ـ 1304 ق . م . معروف كذلك أن بوادى الملوك 62 مقبرة مفتوحة للزيارة ، كما يعتبره الكثيرون بأنه المنطقة الأثرية الأولى فى أى برنامج لزيارة المعالم الأثرية في مصر |
إكتشاف مقبرة 'باستت' سيدة الغناء الديني الفرعوني
طلعت شرموخ- المدير التنفيذي
- عدد المساهمات : 4259
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
- مساهمة رقم 1
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ