الأقباط غاضبون من تعيين جمال أسعد في البرلمان

ما أن اتخذ الرئيس حسني مبارك قراراً بتعيين 7 أقباط داخل مجلس الشعب
المصري من بينهم جمال أسعد عبد الملاك المعروف بموافقة المناهضة للكنيسة
والبابا شنودة، الا وقامت الدنيا ولم تقعد داخل صفوف الأقباط، وعبرعدد منهم
عن رفضه لأسماء هؤلاء المعينين باعتبارهم يمثلون تياراً مضادا للكنيسة،
معتبرين أن تعيين أسعد أسوأ خبر تلقته الكنيسة وعلى أثره شرع البابا شنودة
الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في الاعتكاف داخل دير
وادي النطرون ورفضه اداء الصلاة معتبراً هذه التطورات رسالة من النظام
للكنيسة بعد أحداث العمرانية واسقاط كل الرموز القبطية التي خاضت
الانتخابات التشريعية الأخيرة.. .
ومع تعيين سبعة أقباط ضمن النواب
العشرة الذين يحق للرئيس تعيينهم بمجلس الشعب ووصول ثلاثة آخرين الى
البرلمان بالانتخاب يكون مجمل عدد الأقباط تحت قبة البرلمان عشرة أقباط.

ويعتبر عدد من الناشطين الأقباط في مصر أن اختيار هؤلاء المعينين في
مجلس الشعب استفزاز للأقباط وخيبة أمل وحدا بالبعض أن يتحدث عن استبدالهم
بمسلمين يتمتعون "بالضمير الحى" بدلاً من أقباط في وظائف رسمية بمجلس الشعب
ثروت
باسيلي عضو المجلس الملي بالكنيسة القبطية يقول انه اذا كان جمال أسعد
معروفا عنه أنه المنتقد للكنيسة والبابا فان اختياره عضوا في مجلس الشعب
على اعتبار أنه قبطي فهذا أمر مرفوض من قبلنا، لآن أسعد لا يمثل الأقباط،
واذا كانت أجهزة قياس الرأي قد رشحته لذلك فهي لا تصلح.. وان كانت هذه
الأجهزة قامت بدورها ولكن الموقف التنفيذي قام بعكس ما جاءت به تلك الأجهزة
ومخالفة لارادة الناس فهذا أمر خطير.

ويضيف باسيلي أن اختيار جمال أسعد لعضوية مجلس الشعب باعتباره من
أشهر الرموز المقاومة للأقباط فهذا أمر يدعو الى الغيظ.. واذا كان هذا
الاختيار هو رد فعل الدولة على أحداث العمرانية فهذا يعني أنها "ضربة خلاص"
ولا أمل لاصلاحها.. فالرد على جماعة أعلنت موقفها بهذه الطريقة يعني
انعدام التواصل بين الدولة والأقباط.. مشيراً أن البابا شنودة لم يعلن
اعتكافه بشكل رسمي احتجاجاً على ذلك، وانما الشعور العام لدى عدد كبير من
الأقباط ضد ما يحدث جعل الناس تتوقع أن ذهاب البابا الى دير وادي النطرون
خلال اليومين الماضيين للاعتكاف كنوع من الاحتجاج الصامت.

ويجدد باسيلي الطلب الملح للأقباط بأهمية اجراء الانتخابات بالقائمة
النسبية وعدم الاعتماد على التوزيع الجغرافى، كي يتسنى فوز عدد كبير منهم
وخروج الوضع القبطي من تلك السلبية الشديدة.

في حين يرى د. جهاد عودة عضو أمانة السياسات وأستاذ العلوم السياسية
أن اختيار الأعضاء المعينين في مجلس الشعب يتم وفقا للمعايير السياسية
والفنية ولا علاقة لذلك بالانتماءات الدينية أو الطائفية، فاختيار كل من د.
سمير رضوان والمستشار محمد الدكروري كان لأسباب ودواع فنية، بينما جاء
اختيار جمال أسعد عبد الملاك وأمينة شفيق لأسباب سياسية حيث إنهما يمثلان
رموز المعارضة فأسعد يعلن أنه قومي عروبي، ومن يقولون أن اختياره كان ضد
الكنيسة فهو فهم خاطئ للأمور، خاصة أن الربط بين ذلك وأحداث العمرانية جاء
في وقت أفرج فيه النائب العام بالفعل عن عدد كبير منهم.

وحول ما اذا كان البابا قد آثر الاعتكاف اعتراضاً على اختيار أسعد
يقول عودة إن ذلك غير حقيقي خاصة أن هناك متحدث رسمي خرج من الكنيسة لنفي
ذلك وعلى رموز الأقباط أن تضع الأمور في نصابها الصحيح ولا تطلق الكلام على
عواهنه وتتخذ موقفاً معادياً للدولة من أجل مصالحهم الخاصة الضيقة.

و يربط القس عبدالمسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكنيسة
القبطية بين تعيين جمال أسعد ونجاح النائب عبدالرحيم الغول في الانتخابات
الاخيرة بعد أحداث كنيسة نجع حمادي ويقول ان هذا مرفوض من قبل الكنيسة
المصرية والأقباط يكرهونه كراهية رهيبة لأنه في كل قضية طائفية يتحدث وكأن
الأقباط يتأمرون على المسلمين ويسعى الى تأجيج الخلافات محاولا النيل من
الوحدة الوطنية.

ويضيف بسيط عندما يتم استبعاد جورجيت قلليني من عضوية المجلس ويتم
تعيين جمال اسعد فان الأقباط يقيمون المآتم في كل مكان مشيرا ان تعيين 10
أعضاء في البرلمان أمرا تم من قبل الرئيس جمال عبدالناصر في البداية من أجل
تمثيل أكبر للأقباط وكان يتم اختيارهم جميعا من الأقباط وعندما يثار ان
جمال اسعد هو المفكر القبطي فهو يعني ان تمثيله في البرلمان ضمن المعينين
تمثيلا قبطيا في المقام الأول في وقت يقوم فيه بالهجوم المستمر على الكنيسة
مصورا الأقباط وكأنهم يتعاونون مع أمريكا ويطالبون بالتدخل الأمريكي في
الشئون المصرية وهو ما يعني أن اختيار هذا الشخص في المجلس أمر مرفوض.

واعتبر أستاذ اللاهوت أن اختيار جمال اسعد لا يهز "شعره" في رأس
البابا شنودة والحديث عن الاعتكاف بعد تعيين أسعد غير صحيح لأن البابا ذهب
الى الدير لظروفه الصحية والدينية فهو دائما ما يرغب في الذهاب الى هناك من
حين لاخر.

و يرد القبطي جمال اسعد عبدالملاك على كل ما أثير حول تعيينه في
البرلمان قائلا انه لا علاقة لاعتكاف البابا باختياري في مجلس الشعب لأن
البابا لا يمتلك اي صفة دستورية أو قانونية لكي يعترض على اختياري نائبا في
البرلمان فانا لست ممثلا للمسيحيين ولكن تم اختياري على أساس انني سياسي
مصري دون تحديد هويتي الدينية ولاعلاقة للبابا بهذه القضية لاسياسيا ولا
قانونيا.
و يضيف اسعد لو البابا مش راضي عن تعييني في المجلس ومعترض على
ذلك فهذا حقه لكن أما اذا كان البابا يثير كل هذه الضجة بسبب انه لم يؤخذ
رأي الكنيسة في هذه التعينات الأخيرة وفقا لما يحدث في كل مرة فأنا لست
مسئولا عن ذلك ويسأل فيه رئيس الجمهورية.


مشيرا انه كعضو برلماني سيتحدث باسم الشعب المصري قبطيا ومسلما
ولن يدخل في خلافات ومعارك جانبية للرد على كل من يهاجمون تعيينه الان في
البرلمان على ارضية وخلافات شخصية وانه ابن الكنيسة الذي لا يعرف أسباب
اختياره لهذا المنصب سوى أنها "صدفة" على حد قوله.