حاجة الأطفال إلى الرعاية والتربية: كلما بكَّرنا كان ذلك أفضل
(إيرينا بوكوفا)
إن الاستثمار في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ليس فقط الطريق الصحيح الذي ينبغي السير فيه، وإنما هو أيضاً الطريق الذكي. ولا يصح ذلك في جميع أرجاء العالم فحسب، بل أيضاً في المنطقة العربية بصفة خاصة.
والجدير بالذكر أن 13% من المجموع الكلي للسكان في 13 بلداً في هذه المنطقة تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وليس هناك سوى سبعة بلدان من أصل 13 بلداً عربياً تتوافر بيانات عنها، لديها برامج في مجال الرعاية والتربية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات. أما فيما يخص الأطفال فوق سن الثالثة فإن نسبة المسجلين منهم في مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي لا تزيد على 17%.
لماذا يُعتبر ذلك أمراً هاماً للغاية؟
إن عدداً قليلاً من الناس فقط يدركون الآثار المدمرة لمرحلة الطفولة المبكرة المعرضة للحرمان، وقد يعود سبب ذلك إلى الاعتقاد أنه إذا ما تم التحاق الأطفال المحرومين بالمدارس، فإن ذلك سيتيح لهم اللحاق بأقرانهم، وبطبيعة الحال فإن باستطاعة المدارس والمعلمين تحقيق نتائج فعلية، غير أن بعض التجارب المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة تُخلِّف آثاراً دائمة.
وبالمثل فإن الفوائد الناجمة عن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ليست معروفة ولا معترفاً بها بالقدر الكافي.
أما المراكز الجيدة الخاصة بالرعاية والتعلم في مرحلة التعليم قبل المدرسي، مثل المركز الإقليمي الجديد للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في الدول العربية الذي تدعمه اليونسكو هنا في سورية فإنه يوفر بيئة يستطيع فيها الأطفال تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية والمعرفية الأوسع نطاقاً التي من شأنها إعدادهم للالتحاق بالمدارس والانخراط في حياتهم عند بلوغهم سن الرشد، وبالنظر إلى الضغوط المالية الحادة التي تواجه بلداناً عديدة في الوقت الراهن، فمما لا شك فيه أن وزارات المالية ستضع موضع التساؤل إمكانيات تخصيص المزيد من الاستثمارات لتوفير ما هو لازم لمرحلة الطفولة المبكرة، وهو ما يمثل أمراً يمكن تفهمه، ولكن خفض الاستثمارات الخاصة بما يلزم لمرحلة الطفولة المبكرة إنما يُعتبر بمنزلة اقتصاد زائف.
وعندما يندرج الأطفال في إطار برامج جيدة لمرحلة التعليم قبل المدرسي، فإنهم ينجحون على الأرجح في تعليمهم، ويكتسبون المهارات التي يحتاجون إليها لضمان الحصول على أجور أكبر، ويسهمون في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمالة. ويرى أحد علماء الاقتصاد الفائز بجائزة نوبل أن استثمار دولار واحد في البرامج الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يدر ما قيمته 8 دولارات من الفوائد. والواقع أنه إذا ما قيست الاستثمارات الخاصة بالرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بمعايير اقتصادية، فإنها تخلق عائدات أعلى مما تحققه الاستثمارات الخاصة بالتدريب على المهارات، أو حتى تلك التي تخص التعليم الجامعي، أما السؤال الواقعي الذي يتعين على وزراء المالية طرحه بخصوص هذه الأرقام فإنه يتعلق بما إذا كان في وسع بلدانهم الاستثمار في هذا المجال.
أما غاية الطموح في ما يخص البرامج المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة فإنها تتلخص في تعميم اندماج جميع الأطفال، ولكننا لسوء الحظ نتقدم ببطء شديد نحو تحقيق هذا الهدف وبشكل غير متكافئ مطلقاً. وتظهر بحوث اليونسكو أنه في بلدان عديدة يتوافر للأطفال من الأسر الثرية الكثير من إمكانيات الانتفاع بالتعليم ما قبل المدرسي، مما يفوق إلى حد بعيد إمكانيات نظرائهم من الأطفال المنتمين إلى أسر فقيرة، ومع ذلك فإن الأطفال من الأسر الفقيرة بالذات هم الذين في أشد الحاجة إلى الدعم، وهم أيضاً المستفيدون أكثر من غيرهم ببرامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة.
إننا ندرك الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن الحصول عليها بفضل البرامج الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة، ولقد آن الأوان لنتجاوز مرحلة النقاش ونمضي نحو تصميم وتنفيذ نظم تستهدف الفئات الأكثر حرماناً في المجتمع، وهذا أقل ما يستحقه أطفال العالم.
(إيرينا بوكوفا)
إن الاستثمار في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ليس فقط الطريق الصحيح الذي ينبغي السير فيه، وإنما هو أيضاً الطريق الذكي. ولا يصح ذلك في جميع أرجاء العالم فحسب، بل أيضاً في المنطقة العربية بصفة خاصة.
والجدير بالذكر أن 13% من المجموع الكلي للسكان في 13 بلداً في هذه المنطقة تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وليس هناك سوى سبعة بلدان من أصل 13 بلداً عربياً تتوافر بيانات عنها، لديها برامج في مجال الرعاية والتربية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات. أما فيما يخص الأطفال فوق سن الثالثة فإن نسبة المسجلين منهم في مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي لا تزيد على 17%.
لماذا يُعتبر ذلك أمراً هاماً للغاية؟
إن عدداً قليلاً من الناس فقط يدركون الآثار المدمرة لمرحلة الطفولة المبكرة المعرضة للحرمان، وقد يعود سبب ذلك إلى الاعتقاد أنه إذا ما تم التحاق الأطفال المحرومين بالمدارس، فإن ذلك سيتيح لهم اللحاق بأقرانهم، وبطبيعة الحال فإن باستطاعة المدارس والمعلمين تحقيق نتائج فعلية، غير أن بعض التجارب المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة تُخلِّف آثاراً دائمة.
وبالمثل فإن الفوائد الناجمة عن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ليست معروفة ولا معترفاً بها بالقدر الكافي.
أما المراكز الجيدة الخاصة بالرعاية والتعلم في مرحلة التعليم قبل المدرسي، مثل المركز الإقليمي الجديد للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في الدول العربية الذي تدعمه اليونسكو هنا في سورية فإنه يوفر بيئة يستطيع فيها الأطفال تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية والمعرفية الأوسع نطاقاً التي من شأنها إعدادهم للالتحاق بالمدارس والانخراط في حياتهم عند بلوغهم سن الرشد، وبالنظر إلى الضغوط المالية الحادة التي تواجه بلداناً عديدة في الوقت الراهن، فمما لا شك فيه أن وزارات المالية ستضع موضع التساؤل إمكانيات تخصيص المزيد من الاستثمارات لتوفير ما هو لازم لمرحلة الطفولة المبكرة، وهو ما يمثل أمراً يمكن تفهمه، ولكن خفض الاستثمارات الخاصة بما يلزم لمرحلة الطفولة المبكرة إنما يُعتبر بمنزلة اقتصاد زائف.
وعندما يندرج الأطفال في إطار برامج جيدة لمرحلة التعليم قبل المدرسي، فإنهم ينجحون على الأرجح في تعليمهم، ويكتسبون المهارات التي يحتاجون إليها لضمان الحصول على أجور أكبر، ويسهمون في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمالة. ويرى أحد علماء الاقتصاد الفائز بجائزة نوبل أن استثمار دولار واحد في البرامج الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يدر ما قيمته 8 دولارات من الفوائد. والواقع أنه إذا ما قيست الاستثمارات الخاصة بالرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بمعايير اقتصادية، فإنها تخلق عائدات أعلى مما تحققه الاستثمارات الخاصة بالتدريب على المهارات، أو حتى تلك التي تخص التعليم الجامعي، أما السؤال الواقعي الذي يتعين على وزراء المالية طرحه بخصوص هذه الأرقام فإنه يتعلق بما إذا كان في وسع بلدانهم الاستثمار في هذا المجال.
أما غاية الطموح في ما يخص البرامج المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة فإنها تتلخص في تعميم اندماج جميع الأطفال، ولكننا لسوء الحظ نتقدم ببطء شديد نحو تحقيق هذا الهدف وبشكل غير متكافئ مطلقاً. وتظهر بحوث اليونسكو أنه في بلدان عديدة يتوافر للأطفال من الأسر الثرية الكثير من إمكانيات الانتفاع بالتعليم ما قبل المدرسي، مما يفوق إلى حد بعيد إمكانيات نظرائهم من الأطفال المنتمين إلى أسر فقيرة، ومع ذلك فإن الأطفال من الأسر الفقيرة بالذات هم الذين في أشد الحاجة إلى الدعم، وهم أيضاً المستفيدون أكثر من غيرهم ببرامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة.
إننا ندرك الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن الحصول عليها بفضل البرامج الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة، ولقد آن الأوان لنتجاوز مرحلة النقاش ونمضي نحو تصميم وتنفيذ نظم تستهدف الفئات الأكثر حرماناً في المجتمع، وهذا أقل ما يستحقه أطفال العالم.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ